بدأ حجاج بيت الله الحرام بالتوافد صباح اليوم (الأربعاء) إلى مشعر منى لقضاء يوم التروية تقرباً لله تعالى راجين منه القبول والمغفرة، مكثرين من التلبية والتسبيح والتكبير، في صورة روحانية وإيمانية.
ويقضي الحاج بمنى يوم التروية، ويستحب فيه المبيت في منى تأسياً بسنة النبي محمد صلى الله عليه وسلم، وسمي بذلك لأن الناس كانوا يتروون فيه من الماء ويحملون ما يحتاجون إليه، وفي هذا اليوم يذهب الحجيج إلى منى حيث يصلي الناس الظهر والعصر والمغرب والعشاء قصراً دون جمع، ويُسن المبيت في منى.
ويعود الحجاج إلى منى صبيحة اليوم العاشر من ذي الحجة بعد وقوفهم على صعيد عرفات الطاهر يوم التاسع من شهر ذي الحجة، ومن ثم المبيت في مزدلفة، ويقضون في منى أيام التشريق الثلاثة لرمي الجمرات الثلاث مبتدئين بالجمرة الصغرى ثم الوسطى ثم الكبرى، ومن تعجل في يومين فلا إثم عليه.
وتشمل الاستعدادات تجهيزات لوجستية وأمنية وصحية متكاملة لاستيعاب ملايين الحجاج القادمين من مختلف أنحاء العالم. وتضمنت الاستعدادات تركيب أكثر من 500 مروحة بنظام الرذاذ على مساحة تتجاوز 35 ألف متر مربع، ضمن مشروع تظليل وتلطيف الأجواء، بهدف تقليل التعرض لأشعة الشمس وتوفير بيئة مريحة للحجاج، كما شملت التحضيرات تطوير البنية التحتية، بما في ذلك شبكة الطرق والمحطات الخاصة بقطار المشاعر المقدسة، الذي يعمل على نقل الحجاج بين المشاعر بكفاءة عالية، حيث تبلغ قدرته التشغيلية 72 ألف حاج في الساعة، وتسهم هذه الجهود في تسهيل حركة الحجاج وتقليل الزحام خلال المناسك.
وأكدت قوات أمن الحج جاهزيتها لضمان سلامة الحجاج، وتم تنفيذ فرضيات محاكاة لإدارة الحشود والطوارئ في مشعر منى بالتنسيق مع مختلف القطاعات، ومتابعة جوية عبر طيران الأمن لضمان انسيابية حركة الحجاج، إلى جانب توفير خدمات طبية وتمريضية متقدمة لتأمين سلامة ضيوف الرحمن.
وأنهت وزارة الصحة إنشاء مستشفى طوارئ جديد في مشعر منى بسعة 200 سرير، وتدشين 3 مستشفيات ميدانية إضافية بسعة إجمالية تتجاوز 1200 سرير، إلى جانب 71 نقطة طوارئ، 900 سيارة إسعاف، 11 طائرة إخلاء، وأكثر من 7500 مسعف.
كما سخرت وزارة الصحة مستشفى الصحة الافتراضي الذي يواصل تقديم خدماته بأعلى جودة لدعم الرعاية الصحية عن بُعد، بما في ذلك تفعيل أجهزة استشعار لمراقبة المرضى المصابين بالأمراض المزمنة، وتقديم الاستشارات الطبية، ما يساهم في رفع كفاءة الاستجابة وتوسيع نطاق الخدمة.
فيما أنهت الشؤون الصحية بوزارة الحرس الوطني والقوات المسلحة بوزارة الدفاع تجهيز مواقعها بالمشاعر المقدسة عبر مستشفيات وعيادات ومركز للإجهاد الحراري وضربات الشمس في كل من مشعري منى وعرفة.
وفي ذات السياق، فعّلت هيئة الهلال الأحمر السعودي خدمة الإسعاف الجوي بـ(11) طائرة مخصصة لنقل الحالات الصحية الحرجة من الحرم المكي والمشاعر المقدسة، عبر (13) مهبطاً إستراتيجياً موزعة بعناية لضمان سرعة الاستجابة الطبية في جميع المواقع، ضمن خطتها التشغيلية لموسم حج 1446.
ويشرف على هذه الخدمة أكثر من (120) كادراً مؤهلاً من أطباء وفنيي طب طوارئ، يعملون على مدار الساعة لتقديم الرعاية العاجلة للحجاج، بما ينسجم مع إستراتيجية الهيئة في تحقيق «رحلة مريض نموذجية»، ويدعم مستهدفات رؤية المملكة 2030 في تعزيز جودة الرعاية الصحية المقدمة لضيوف الرحمن.