في إطار جهودها الرامية إلى مكافحة عمليات الاحتيال التي تتم عبر الإنترنت، أصدرت السلطات الأمريكية مذكرات توقيف تستهدف أجهزة استقبال الإنترنت عبر الأقمار الصناعية “ستارلينك” التي تستخدمها العصابات الإجرامية في جنوب شرق آسيا. وتشير المذكرات، التي حصلت عليها ويرد، إلى أن هذه الأجهزة لعبت دورًا رئيسيًا في تسهيل عمليات الاحتيال والغش المالي التي استهدفت مواطنين أمريكيين.
تأتي هذه الخطوة في إطار مبادرة جديدة أطلقتها وزارة العدل الأمريكية، مكتب التحقيقات الفيدرالي، وخدمة السرية الأمريكية، تعرف باسم “فرقة العمل المعنية بمركز الاحتيال”. وتهدف هذه المبادرة إلى مكافحة عمليات الاحتيال التي تتم عبر العملات المشفرة، والتي غالبًا ما ترتبط بالجريمة المنظمة الصينية.
استخدام “ستارلينك” في عمليات الاحتيال
وفقًا للمذكرات التي أصدرتها السلطات الأمريكية، فإن أجهزة “ستارلينك” تستخدمها العصابات الإجرامية في ميانمار لتسهيل عمليات الاحتيال والغش المالي. وقد تم رصد استخدام هذه الأجهزة في عدة مجمعات للاحتيال في منطقة ثري باغوداس باس على الحدود بين ميانمار وتايلاند.
أحد المذكرات، التي أصدرها القاضي الأمريكي ج. مايكل هارفي، أذن بمصادرة تسعة أجهزة “ستارلينك” وحسابين مرتبطين بها، زُعم أنها كانت تستخدم في عمليات احتيال في منطقة باياثونزو. كما أشار إلى أن شركة سبيس إكس، مالكة خدمة “ستارلينك”، يجب أن “تعطل الخدمة” لهذه الأجهزة.
تأثير استخدام “ستارلينك” على عمليات الاحتيال
يُظهر استخدام “ستارلينك” في عمليات الاحتيال مدى تعقيد وتطور الجريمة المنظمة في جنوب شرق آسيا. حيث تستخدم هذه العصابات أحدث التكنولوجيا لتسهيل عملياتها الإجرامية، مما يجعل من الصعب على السلطات تتبعها ومكافحتها.
وفي هذا السياق، أوضحت وزارة العدل الأمريكية أن “فرقة العمل المعنية بمركز الاحتيال” تعمل على مصادر وحدات العملات المشفرة التي تمت سرقتها في عمليات الاحتيال، حيث تم مصادرتها نحو 400 مليون دولار حتى الآن.
الجهود الدولية لمكافحة عمليات الاحتيال
تأتي هذه الجهود الأمريكية في إطار التعاون الدولي لمكافحة الجريمة المنظمة وعمليات الاحتيال عبر الإنترنت. حيث تعمل السلطات في مختلف أنحاء العالم على تعزيز التعاون وتبادل المعلومات لملاحقة ومكافحة هذه العمليات الإجرامية.
وفي هذا الإطار، شددت جانين بيرو، المدعية العامة للولايات المتحدة لمقاطعة كولومبيا، على أن “وزارة العدل لن تقف مكتوفة الأيدي بينما تستمر الجريمة المنظمة الصينية في استهداف المواطنين الأمريكيين ونهب استثماراتهم التي حصلوا عليها بعد جهد جهيد”.
مع استمرار الجهود الرامية إلى مكافحة عمليات الاحتيال، يبقى من غير الواضح ما هي الخطوات التالية التي ستتخذها السلطات الأمريكية لمواجهة هذه التحديات. ومع ذلك، من المتوقع أن تستمر “فرقة العمل المعنية بمركز الاحتيال” في العمل على تعزيز التعاون الدولي وتعزيز الجهود لمكافحة الجريمة المنظمة في جنوب شرق آسيا.






