«الصين تعيش في عام 2050!» — هكذا هتف عمّار، صانع المحتوى السعودي، عندما وقف في مركز بكين لابتكار الروبوتات البشرية ورأى الروبوت «تيان كونغ ألترا» يجري بثبات ويُلوّح له بيده. هذا التعليق الصادق انتشر بسرعة على حسابات عمّار وزملائه من المؤثّرين العرب على مواقع التواصل الاجتماعي، ليصبح أفضل تلخيص لرحلتهم إلى بكين.
بالنسبة لكثير من الأصدقاء العرب الذين يتعرّفون إلى العالم من خلال عدسات غربية، قد تبدو الصين مفهومًا بعيدًا وغير مألوف . لكن هذه المرة، عشرة مؤثّرين من دول عربية مثل مصر والسعودية والجزائر قد فتحوا بابًا على المستقبل أمام متابعيهم في العالم العربي، وذلك من خلال تجاربهم الشخصية خلال الفترة من 10 إلى 15 أكتوبر.
«لقد زُرتُ مكتبات كثيرة حول العالم، لكنني لم أرَ مكتبة مهيبة وجميلة إلى هذا الحد من قبل!»
مريم، نائبة رئيس جمعية المسافرين الكويتية وصانعة أفلام وثائقية، والتي قد زارت 94 دولة، شعرت بتأثر عميق داخل مكتبة بكين. لم يكن هذا مجرد مدح لروعة التصميم المعماري، بل كان أيضًا اعترافًا بحجم استثمار الصين في البنية التحتية الثقافية. وعندما شاهدت سيارة جديدة تخرج من خط الإنتاج في غضون 76 ثانية في مصنع سيارات شاومي، تحوّل هذا الانبهار إلى فهم ملموس لما يُسمّى «السرعة الصينية». وبعد الزيارة، هتفت أيضا العنود من فلسطين قائلة: «سرعة التطور التكنولوجي في الصين مذهلة!».
«أنا امرأة قوية!» — إعلان شجاع على سور الصين العظيم
حين صعدت ريم من السعودية إلى جزء موتيانيو من سور الصين العظيم وقالت بشجاعة: «من لم يصل إلى السور العظيم فليس شجاعا كفاية، وأنا امرأة قوية!» تجاوب السور العتيق مع هذا الشغف الحديث عبر الزمان والمكان. و قد قال حامد من البحرين، بعد تجربته كرة التاي تشي في معبد السماء،: «إنها تجسّد حكمة الشرق في التوازن». أما العنود من فلسطين، فعرضت بفخر نتيجة سبع سنوات من ممارسة التاي تشي، وراحت توصي بها بحماس لرفاقها. هنا لا يبدو التاريخ مجرد أطلال باردة، بل وجود حي يمكن لمسه ومعايشته.
«أهلَا يا جماعة، لايك و فولو !» — تردّد الفرح عبر الثقافات
أكثر ما يلامس القلب دائمًا هو صلة الناس ببعضهم البعض. في منطقة نيوجیه، أبدى المؤثّرون إعجابهم الكبير بفطائر اللحم البقري الشهية وبآيس كريم الدوُوجِه المبتكر (مشروب مُخمَّر من الحبوب المطحونة). وفي ملعب «عش الطائر» التقطوا الصور بسعادة مع مجموعة صينية ذوي الإحتياجات الخاصة ، حيث تحوّلت الابتسامات إلى لغة مشتركة. وقد ذهب حامد من البحرين إلى أبعد من ذلك، فوقف أمام الكاميرا وهو يهتف بالصينية بطلاقة: «هاي يا جماعة، لايك وفولو!» ما أضحك عددًا لا يُحصى من روّاد الإنترنت. وفي الوقت نفسه، قدّم أحمد، الصحفي المصري، استعراضًا لاختبار لُغوي صعب: «يأكل ولا يَلقِي皮»، ليُظهر خفّة الظل والمرح في التبادل الثقافي العربي–الصيني.
رد الفعل الدافئ من روّاد الإنترنت الصينيين: «مرحبًا بكم في الصين!»
رحلة «جولة المؤثّرين العرب في بكين» اجتاحت منصات التواصل الصينية. فقد حصدت مقاطع الفيديو ذات الصلة عشرات الملايين من المشاهدات على المنصات الإجتماعية مثل دوُويِن وويبو. وانهالت تعليقات المستخدمين الصينيين بالصينية وبعبارات عربية بسيطة: «مرحبًا بالأصدقاء العرب في الصين!»، و«إن أصدقاؤنا العرب لطفاء جدًّا!»، و«رأيت النور في عيونهم؛ هذا هو معنى التواصل!»
هذا التفاعل الحماسي حوّل الزيارة من رحلة في اتجاه واحد إلى تبادل ثقافي متبادل. فمن خلال عيون هؤلاء المؤثّرين، أعاد الصينيون اكتشاف سحر بلدهم، وفي الوقت نفسه تعرّفوا بشكل أعمق على روح الدعابة والدفء في الثقافة العربية. وقد كتب كثير من المستخدمين: «أشعر بالفخر حين أرى كم يحبّون بكين!» و«أتمنى أن تكون هناك المزيد من هذه التبادلات .نحن أيضا نودّ زيارة الدول العربية.!»
وهكذا ودّع عمّار من السعودية و بقية المؤثرين الصين بجملة صينية معبرة: «شكرًا الصين، سنعود في المرة القادمة!» لم يكن ذلك مجرّد عبارة مجاملة. بل كان إعلانًا عن بداية صداقات جديدة وبشرى بمستقبلٍ مشرق للعلاقات الإنسانية بين الصين والعالم العربي. هذا الحوار الذي يعبر الجبال والبحار إنما بدأ للتو… فهل أنتم مستعدون للانضمام إليه؟






