تُعدّ القيود التصديرية الجديدة التي فرضتها الصين على أجزاء من سلسلة إمداد البطاريات أحدث دليل على استعداد بكين لاستغلال هيمنتها على صناعة أساسية في عملية الانتقال إلى الطاقة النظيفة.
أعلنت وزارة التجارة يوم الخميس أن تصدير بعض بطاريات الليثيوم أيون، إلى جانب بعض مواد الكاثود والأنود الغرافيتي، سيتطلب الحصول على تصاريح حكومية اعتباراً من يوم 8 نوفمبر.
أوضحت الوزارة أن بعض التقنيات والمعدات ذات الصلة ستخضع أيضاً للرقابة، في خطوة تأتي بعد إعلان بكين عن فرض قيود أوسع على المعادن الأرضية النادرة.
اقرأ أيضاً: الصين تشدد القيود على تصدير تقنيات المعادن النادرة
توقيت القيود والعلاقات مع الولايات المتحدة
تطبّق بكين النظام الصارم على الصادرات قبيل اجتماع مرتقب الشهر الجاري بين الرئيس الأميركي دونالد ترمب ونظيره الصيني شي جين بينغ في كوريا الجنوبية لمناقشة صفقة تجارية. وسّعت واشنطن الأسبوع الماضي عقوباتها لتشمل مجموعة أوسع من الشركات التابعة لمنافستها الجيوسياسية.
انخفضت أسهم شركات البطاريات الصينية يوم الجمعة عقب الإعلان. تراجع سهم شركة “كونتيمبوريري إمبيريكس تكنولوجي” (Contemporary Amperex Technology) بنسبة 7.3% في هونغ كونغ، في حين هبط سهم شركة “إيف إنرجي” (Eve Energy) بنسبة 10.8% في شنغهاي، وخسر سهم شركة “تيانكي ليثيوم” (Tianqi Lithium) %4.4.
تشير القيود، التي تستهدف البطاريات والمواد عالية الجودة، إلى حرص الصين على حماية ابتكاراتها وتعقيد جهود الحكومات الغربية لإنشاء سلسلة إمداد بديلة.
السياق التاريخي للقيود التصديرية
تأتي هذه الخطوة لتكمل القيود التصديرية السابقة على تقنيات محددة للكاثود وتنقية الليثيوم التي تم تطبيقها في وقت سابق من هذا العام، بالإضافة إلى القيود المفروضة على الغرافيت في 2023.
اقرأ أيضاً: الصين تعزز هيمنتها على الليثيوم بخطط لتقييد تصدير التكنولوجيا
كتب محللون لدى “سيتي غروب”، ومن بينهم جاك شانغ، في مذكرة بحثية “نعتقد أن الحكومة تسعى للحفاظ على الريادة التكنولوجية للصين في سلسلة إمداد البطاريات”.
قال المحللون: “ستمكّن الآلية الجديدة الحكومة من إدارة الصادرات عند الضرورة”، وأضافوا أنهم يعتقدون أن احتمال فرض بكين قيوداً صارمة على هذا القطاع أقل مقارنة بالقيود المفروضة على المعادن الأرضية النادرة. قادت الصين تطوير تقنيات الخلايا الكهربائية والكاثود خلال صعودها لتصبح القوة المهيمنة في تصنيع مكونات البطاريات.
دور سلسلة الإمداد في النزاع التجاري
تتحول سلسلة إمداد البطاريات بشكل متزايد إلى عنصر رئيسي في النزاع التجاري مع الولايات المتحدة، فيما وضعت بكين بعض تقنيات الليثيوم تحت القيود التصديرية في يوليو الماضي.
ستشمل القيود الأخيرة على مواد الكاثود أنواعاً محددة من مكونات كاثود فوسفات الليثيوم-الحديد، والمركبات الأولية من النيكل والكوبالت والمنغنيز، ومواد الأنود المصنوعة من الغرافيت الصناعي والغرافيت الصناعي-الطبيعي، حسب الوزارة. كما ستخضع شحنات بعض المعدات والخبرات أيضاً للتدقيق والمراقبة.
قد يهمك: كيف تفوقت الصين على العالم في سباق البطاريات؟
تأثير القيود على شركات خارج الصين
كتب محللون لدى “بيرنشتاين” (Bernstein) ومن بينهم نيل بيفريدج، في مذكرة بحثية “تُنتج هذه المكونات في الغالب داخل الصين وتتمتع بوجود راسخ هناك، بينما يقتصر توافرها خارج البلاد على نطاق محدود”. وأضافوا “ستشكل هذه القيود تحديات أكبر لصانعي خلايا البطاريات الكوريين الذين يعتمدون على سلسلة إمداد الصين”.