بدأت صناعة الطاقة في الصين ببناء محطات طاقة جديدة تعمل بالفحم بقدرة تقترب من 100 جيجاواط العام الماضي 2024، ما يمثل أكبر رقم في نحو عقد من الزمن، حسبما ذكر تقرير صادر عن “جلوبال إينريجي مونيتور” للطاقة النظيفة، وفق ما أوردت شبكة “سي إن إن” الأمريكية.

مخاوف من زيادة استخدام الفحم

يثير هذا التطور مخاوف بشأن قدرة أكبر مصدر لثاني أكسيد الكربون في العالم على تحقيق أهدافه المناخية ويهدد بتقويض التوسع الهائل للصين في الطاقة الشمسية وطاقة الرياح والذي تفوق بكثير على التوسع في الولايات المتحدة وأوروبا، وفقا للتقرير.
ويعد التقرير جزءًا من مراجعة لمشاريع الفحم في الصين تجري كل ستة أشهر من قبل منظمة مراقبة الطاقة العالمية ومقرها الولايات المتحدة.
اقرأ أيضاً: الصين تحاول حماية اقتصادها في فترة ولاية ترامب الثانية
من المرجح أن تكون الصين بدأت بناء محطة طاقة التي تعمل بالفحم بقدرة 94.5 جيجاواط في عام 2024 وهو ما يتفوق على أعوام عدة منذ عام 2015 وفقًا لقاعدة بيانات عالمية لمحطات الفحم لدى منظمة “جلوبال إينريجي مونيتور”.
وذكر التقرير أنه تم أيضا استئناف العمل في 3.3 جيجاوات من المشاريع المعلقة.

محطات جديدة للفحم

وأضافت المنظمة أن “عددا كبيرا من المحطات الجديدة سوف تدخل الخدمة خلال العامين أو الثلاثة أعوام المقبلة وهو ما يعزز دور الفحم في نظام الطاقة”.
اقرأ أيضاً: وكالة الطاقة الدولية تحذر من مخاطر تهدد أنظمة الطاقة العالمية
ويأتي القلق من أن تحل طاقة الفحم محل الطاقة الشمسية وطاقة الرياح.
وذكر التقرير أنه في الأشهر الثلاثة الأخيرة من عام 2024 ظل توليد الكهرباء من الوقود الأحفوري مرتفعا في حين انخفض استخدام الطاقة الشمسية وطاقة الرياح بشكل حاد.
وقال تشي تشين المحلل الصيني المعني بقضايا الطاقة:”إن الاتجاه الجديد كان متوقعًا في أعقاب زيادة الموافقات الحكومية على بناء محطات تعمل بالفحم بين عامي 2022 و2023″.

مطالب مناخية إلى الصين

وأضاف التقرير:”نحث الصين على الامتناع عن البدء في بناء محطات الطاقة بالفحم التي تمت الموافقة عليها لمنع المزيد من الطاقة الفائضة وخفض الانبعاثات والتوافق مع التزاماتها المناخية”.
أعلن الرئيس الصيني شي جين بينج عن هدفين مناخيين في عام 2020 وهما الوصول إلى ذروة انبعاثات الكربون بحلول عام 2030 والوصول إلى الحياد الكربوني بحلول عام 2060.

تحدي خفض الانبعاثات الضارة

ويقول المحللون إن انبعاثات الكربون في البلاد ربما وصلت بالفعل إلى ذروتها وأن التحدي التالي هو البدء في خفضها.

عدم الالتزام بخفض الانبعاثات

تعد الصين من بين العديد من الدول التي فوتت الموعد النهائي الذي حددته الأمم المتحدة الأسبوع الماضي لتقديم خطة وطنية لخفض الانبعاثات بحلول عام 2035.
وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية قوه جيا كون :”إن الحكومة تعمل على إعداد خطة وسوف تقدمها في الوقت المناسب هذا العام 2025″.

أكبر مستخدم للفحم في العالم

وذكر التقرير أن الصين استحوذت على 93% من نسبة استخدام الفحم و إنشاء محطات طاقة الفحم على مستوى العالم العام الماضي.
وقال التقرير إن المقترحات الخاصة بمشاريع محطات الطاقة العاملة بالفحم الجديدة في الصين انخفضت العام الماضي إلى 68.9 جيجاواط من أكثر من 100 جيجاواط في العامين السابقين مما يشير إلى أن عمليات البدء في الإنشاء رغم توسعها مقارنة بما سبق قد تتباطأ. وانخفض أيضًا حجم طاقة الفحم الجديدة المعتمدة في الصين العام الماضي إلى 66.7 جيجاواط بعد الارتفاع الحاد في 2022-2023.

شاركها.