حذرت اللجنة الدولية للصليب الأحمر، الخميس، من انهيار وشيك لمنظومة العمل الإنساني في قطاع غزة ووصفت الوضع بأنه “جحيم” وشجبت “الحصار الكامل وغير المقبول” الذي تفرضه إسرائيل على دخول المساعدات إلى القطاع الفلسطيني المدمّر.
ويحذر مسؤولون في الأمم المتحدة ومنظمات غير حكومية منذ أسابيع من النقص المتزايد في الوقود والأدوية والغذاء والمياه الصالحة للشرب في القطاع ويعتبرون المساعدات الإنسانية شريان حياة سكانه، وذلك بسبب منع إسرائيل دخول المساعدات كليا منذ مطلع مارس/آذار.
وقال المدير العام للجنة الدولية للصليب الأحمر، بيير كرينبول، اليوم الخميس إن على الحكومات التحرك فورا لوقف الفظائع في غزة، مضيفا أن المعاناة هناك وصلت إلى حد “يشكك في إنسانيتنا من جذورها”.
وأضاف في تصريح للصحفيين في جنيف إنه “من غير المقبول منع دخول المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة”، مؤكدا أن ذلك “يتعارض جوهريا مع كل ما ينصّ عليه القانون الإنساني الدولي”.
وشدد كرينبول على أن “الأيام القليلة المقبلة ستكون مفصلية”، و”سيأتي وقت ينفد فيه ما تبقى من الإمدادات الطبية وغيرها من المساعدات”.
واعتبر مدير اللجنة الدولية للصليب الأحمر أن “ما تشهده غزة مدعاة لسخطٍ عميق، ولا يمكن تقبّل التكلفة الإنسانية الفادحة لهذا النزاع بأي حال من الأحوال”.
إعلان
وفرضت إسرائيل حصارا شاملا على القطاع في مارس/آذار، عندما استأنفت حملة الإبادة الجماعية على فلسطينيي القطاع بعد وقف إطلاق النار في حربها المستمرة منذ 19 شهرا.
وأغلقت عشرات المطابخ الخيرية في غزة أبوابها اليوم الخميس، بسبب نقص الإمدادات، مما أدى إلى قطع شريان حياة يستخدمه مئات الآلاف من الناس، وأثار مخاوف من مزيد الوفيات المرتبطة بسوء التغذية.
وأضاف كرينبول “إنها لحظة حاسمة لأن ترفض الدول والجهات الفاعلة العالمية والأطراف المعنية السماح باستمرار هذا الرعب المتواصل دون انقطاع”.
ومضى يقول “يجب أن يشعر الجميع بأنه قد طفح الكيل إزاء ما يحدث في غزة”
وأضاف “بصراحة، إن كانت هذه هي ملامح الحروب المستقبلية، فعلينا جميعا أن نشعر بالذعر، وينبغي أن نعي أن ما يجري يهدد جوهر إنسانيتنا”.
وبحسب تقارير، تسعى إسرائيل إلى إلغاء نظام توزيع المساعدات القائم حاليا بإشراف الأمم المتحدة في غزة، بحيث تمر جميع المساعدات عبر مراكز تابعة لها.
وأكد كرينبول أن “المنظمات الإنسانية لا تحتكر إيصال المساعدات، فالدول يمكنها أن فعل ذلك”، لكنه شدد على ضرورة أن لا تكون المساعدات مسيسة أو موجهة سياسيا وأن تصل فعليا إلى من يحتاجون إليها.
وأضاف “في الوقت الحالي، فإن أكثر الطرق فاعلية لإيصال المساعدات إلى الناس هي رفع القيود أو القرارات التي اتُخذت لمنع وصول المساعدات إلى داخل غزة”، مشددا على وجود “كميات هائلة من المساعدات على حدود غزة بالإمكان إدخالها غدا”.
أطباء بلا حدود
وفي الإطار ذاته اعتبرت منظمة أطباء بلا حدود أن غياب مساءلة إسرائيل عن جرائمها “أمر صادم”، وأن المنظمة “لا تجد كلمات أمام زهق الأرواح يوميا” بقطاع غزة مع تكثيف الهجمات على الفلسطينيين.
وأضافت في سلسلة تغريدات عبر منصة “إكس”، أنها تعاني من “نقص في الإمدادات الأساسية والوقود اللازم للحفاظ على استجابتها الطبية، في حين يستمر عدد المصابين بجروح خطِرة في الارتفاع”.
إعلان
وأكدت أنه منذ 2 مارس/آذار الماضي لم تدخل أي مساعدات إلى قطاع غزة “بسبب قرار من السلطات الإسرائيلية”.
أونروا
من ناحيتها، أفادت وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا)، اليوم الخميس، أن غزة أصبحت “أرض اليأس”.
وقالت في منشور على صفحتها بموقع فيسبوك اليوم، إن “هذا جوع لم يسبق له مثيل”، وشددت على ضرورة رفع الحصار وتدفق الإمدادات، داعية إلى “إطلاق سراح الرهائن واستئناف وقف إطلاق النار الآن”.
دفاع مدني غزة
بدوره حذر الدفاع المدني في قطاع غزة الخميس من أنه على وشك التوقف التام عن العمل في ظل الحصار الإسرائيلي المستمر منذ أكثر من شهرين، وقال المتحدث باسم الدفاع المدني في غزة محمود بصل إن “75% من مركباتنا توقفت عن العمل لعدم توافر السولار لتشغيلها”.
وأضاف “نعاني عجزا كبيرا في توافر مولدات الكهرباء وأجهزة الأكسجين في غزة”.
صحة غزة
وأعلنت وزارة الصحة الفلسطينية في قطاع غزة، اليوم الخميس، ارتفاع حصيلة القصف الإسرائيلي إلى 52 ألفا و760 شهيدا و119 ألفا و264 مصابا منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023.
وأفادت أن، “حصيلة الشهداء والمصابين منذ 18 مارس/آذار الماضي بلغت 2651 شهيدا و7223 مصابا”، وأضافت أنه خلال الـ24 ساعة الماضية وصل إلى مستشفيات قطاع غزة 106 شهداء و367 مصابا.