سنفتقدك كثيرا.. تفتقدك الملاعب والمجالس.. تفتقدك شواطئ الخبر وحواريها.. طعم الملح في بحرها.. ملاعبها وأزقتها والهواء الذي ينساب في أمسياتها. تفتقدك الأماكن التي جمعتك بأصدقائك وأحبابك، والشوارع التي شهدت خطواتك. تفتقدك (الغبقات) التي كنت تزينها بابتسامتك، والمدارس التي كنت تنيرها بحضورك، وكل ركن تركت فيه ذكريات لا تُنسى.
منذ كنا صغارا وعبدالله فرج تحت الأضواء في قلوبنا وعقولنا. لمسنا فيه الطيبة والحب والأخلاق العالية وخدمة الرياضة السعودية وتطويره لأي رياضي.
يمتاز أيضا بقدرته على الاتصال مع الآخرين بهدوء شديد.
رحيل الأستاذ عبد الله فرج الصقر خسارة كبيرة للرياضة السعودية، لكنه ترك إرثا خالدا سيظل محفورا في ذاكرة كل رياضي وكل من عرفه أو استفاد من عمله.
طار (الصقر) بعيدا عنا لكن أعماله ستبقى مصدر إلهام للأجيال القادمة، وشخصيته المثابرة والتزامه بتطوير الرياضة سيتذكرها كل من شهد تأثيره الكبير على هذا القطاع الحيوي.
عندما بدأتُ في عالم الصحافة في جريدة “اليوم” سهل رحلتي إلى دمشق لحضور دورة صحفية نظمها الاتحاد العربي لكرة القدم. كان هادئا وينجز أعماله بلاتعقيد كما فعل مع رحلتي إلى دمشق.
كرمه الأمير فيصل بن فهد عندما ترك رئاسة المكتب الرئيسي لرعاية الشباب بالشرقية.
الأستاذ عبد الله كان شخصية بارزة ومؤثرة في الساحة الرياضية السعودية، ويعد واحدا من الرواد الذين ساهموا في بناء رياضة قوية ومتطورة في المملكة.
برحيله، فقدت الرياضة السعودية رمزا من رموزها الذين قدموا الكثير، سواء على المستوى الإداري أو القيادي.
بدأ عبد الله الصقر مسيرته الرياضية بتأسيس مكتب رعاية الشباب في المنطقة الشرقية، وهو منصب استراتيجي ساعد من خلاله في تنظيم وتطوير الرياضة في واحدة من أكثر المناطق حيوية في المملكة.
تحت قيادته، شهدت الرياضة في الشرقية نقلة نوعية، حيث عمل بلا كلل لدعم الشباب وصقل المواهب الجديدة.
إضافة إلى ذلك، كان عبد الله فرج عضوا في لجنة تنظيم أول دوري سعودي للممتاز، وهي خطوة محورية في تاريخ كرة القدم السعودية.
هذا الدوري كان الأساس الذي ارتكزت عليه الحركة الرياضية في المملكة، حيث تطور بشكل كبير على مدى السنوات ليصبح من بين أفضل الدوريات في المنطقة.
دور الصقر في تلك المرحلة كان حاسما في وضع أسس تنظيمية وإدارية ساعدت على استمرارية الدوري ونجاحه.
أما المحطة الأبرز في مسيرته، فهي توليه رئاسة بعثة منتخب الناشئين السعودي الذي حقق بطولة كأس العالم عام 1989. هذا الإنجاز كان مفصليا في تاريخ الكرة السعودية، فقد رفع علم المملكة على الساحة العالمية وأظهر للعالم أن السعودية قادرة على المنافسة في أكبر المحافل الرياضية.
كان الصقر وراء التنظيم الدقيق والدعم الكبير الذي حصل عليه المنتخب، ونجح في قيادة الفريق إلى منصة التتويج بكل كفاءة واقتدار.

شاركها.