أكد المجلس الصحي السعودي على أهمية الالتزام بإجراء الفحص الطبي الشامل قبل الزواج، مشيرًا إلى دوره الفعّال في الحد من انتقال أمراض الدم الوراثية بين الأجيال.
وأوضح المجلس أن التحاليل الطبية تُظهر احتمالية وجود جينات مصابة بخلل لدى الزوجين، بما في ذلك الحالات التي لا تظهر عليها الأعراض المرضية، مما يسهم في الوقاية من انتقال هذه الأمراض إلى الأجيال القادمة.
تُعد هذه الخطوة حيوية لضمان تأسيس أسرة سليمة من الناحية الصحية والوقاية من الأمراض التي قد تنتقل إلى الأبناء.

خطوة محورية للوقاية

قالت المستشارة في علم الوراثة، يارا العسالي، إن الالتزام بإجراء الفحص الوراثي الشامل «Marital Whole Exome Sequencing» قبل الزواج يُعدّ خطوة محورية في الوقاية من انتقال أمراض الدم الوراثية بين الأجيال.

يارا العسالي

وأضافت أن ”الزواج يتطلب من الطرفين وعيًا كاملاً بمسؤولية إنشاء أسرة سليمة صحيًا، وأن الفحص الجيني الشامل يعد أداة فعّالة لتحقيق هذا الهدف. الفحص يتيح للأزواج معرفة حالتهم الجينية والصحية بشكل متكامل، مما يمكنهم من اتخاذ قرارات مدروسة ومبنية على معلومات دقيقة قبل الشروع في الزواج”.

حماية الأجيال القادمة

وأكدت العسالي أن التحاليل الطبية المتخصصة تستطيع الكشف عن وجود أي جينات مصابة بخلل، حتى في الحالات التي لا تظهر عليها الأعراض المرضية.
وأوضحت قائلة: “من المهم أن ندرك أن العديد من الأمراض الوراثية، مثل الثلاسيميا وفقر الدم المنجلي، قد تكون غير ظاهرة تمامًا لدى الشخص الحامل للجين، لكن يمكن أن تنتقل إلى الأبناء إذا كان كلا الزوجين حاملين للجين نفسه، لذا فإن الكشف المبكر يوفر للأزواج فرصة لاتخاذ قرارات مستنيرة حول حياتهم الأسرية، سواء كان ذلك بالاستمرار في الزواج مع اتخاذ تدابير وقائية خلال الحمل أو قبله، أو بالتفكير في الخيارات المتاحة لتجنب انتقال الأمراض الوراثية إلى الأبناء”.

مسؤولية وطنية

دعت العسالي إلى ضرورة زيادة التوعية المجتمعية حول أهمية الفحص الجيني الشامل قبل الزواج، وخاصة في زواج الأقارب، مؤكدةً أن ”التوعية المستمرة بأهمية هذا الفحص يجب أن تكون جزءًا من جهودنا الوطنية لتعزيز الصحة العامة.
هذه الجهود تتطلب تعاون الجميع، بدءًا من الأفراد، وصولاً إلى المؤسسات الصحية والحكومية، لضمان مستقبل صحي للأجيال القادمة.“
وأشارت إلى أن دور الإعلام والمجتمع في نشر الوعي حول أهمية الفحص الجيني قبل الزواج يعتبر جزءًا لا يتجزأ من هذه الجهود الوطنية. وأوضحت العسالي أن توعية الشباب المقبلين على الزواج بأهمية الفحص الجيني يمثل خطوة استباقية نحو منع انتقال الأمراض الوراثية وتجنب المشاكل الصحية التي قد تؤثر على الأبناء.

أسرة مستقرة

واختتمت العسالي حديثها بالتأكيد على أن الوقاية خير من العلاج، وأن الفحص الجيني الشامل قبل الزواج يمثل خطوة أولى نحو تحقيق هذا المبدأ في المجتمع السعودي.
وذكرت أن “الكشف المبكر عن الجينات المصابة بخلل يتيح للأزواج فرصة التخطيط المستقبلي بشكل واعٍ ومسؤول، ويعزز من فرص بناء أسرة صحية ومستقرة”.
كما شددت على أهمية استمرار جهود التوعية والتثقيف الصحي في المجتمع، مشيرةً إلى أن “نجاح هذه الجهود يعتمد على تعاون الجميع، وأن علينا جميعًا أن نعمل من أجل تعزيز صحة المجتمع وضمان مستقبل أفضل للأجيال القادمة”.

شاركها.