قال الصحفي الأميركي كريستوفر هيدكس إنه يشعر بالإحباط بسبب الطريقة التي تتم فيها شيطنة المسلمين، مؤكدا أن الثقافة الإسلامية تختلف تماما عن الصورة الكاريكاتيرية المشوهة التي يتم تقديمها.
وتحدث الصحفي الأميركي في حلقة (2025/1/19) من برنامج “المقابلة” عن تجربته الصحفية في الإعلام الأميركي، وعن موقفه من سياسات بلاده، خاصة معارضته غزو العراق وأفغانستان والدعم المستمر لإسرائيل.
وعاش هيدكس -وهو أيضا مؤلف ومعلق- 7 سنوات في الشرق الأوسط، وقال إنه عرف العرب وتعلم منهم لغتهم وثقافتهم، وعلى ضوء ذلك يرفض شيطنة الغرب للمسلمين.
ويذكر أن أحد كتبه المفضلة عن الشرق الأوسط هو كتاب “الحرب العظمى من أجل الحضارة” لروبرت فيسك، ويصف الكتاب بأنه مهم للغاية لمن يرغب في فهم الشرق الأوسط.
وعن تجربته الصحفية، يقول هيدكس إنه لم يبدأ العمل في غرفة الأخبار، بل بدأ صحفيا مستقلا في السلفادور، وإنه لم يعمل قط في مكتب، وكان يمتلك هاتفا يعمل عبر الأقمار الصناعية، وكان يعيش في سيارة جيب مصفحة.
وكشف أنه تخلى عن تغطية الحروب عام 2000، وترك لاحقا صحيفة “نيويورك تايمز” بسبب معارضته غزو العراق، وتفرغ بعد ذلك لتأليف الكتب.
ومن جهة أخرى، عبّر الصحفي الأميركي عن معارضته غزو بلاده للعراق وأفغانستان، وقال “عمليات الغزو كانت كارثية للعراقيين وللأفغان، وكذلك للولايات المتحدة، إنها نوع من الأعراض أو العلامات على انهيار عميق للإمبراطورية”.
وأقر بأن الأصوات المعارضة للغزو مثل صوته تم قمعها تماما “وكان الأمر أسوأ من ذلك، فقد تلقيت تهديدات بالقتل على هاتفي وتم طردي من على المنصة حتى لا يسمع الناس ذلك”.
ومن الخبايا التي يكشفها ضيف برنامج “المقابلة” عن تغطية الإعلام الأميركي أنه كان يعمل في العاصمة الفرنسية باريس، وكان يحصل على معلومات حقيقية من أعلى المستويات تقول إن العراق ليس له علاقة بهجمات 11 سبتمبر/أيلول 2001 على الولايات المتحدة، لكنهم تجاهلوا هذه المعلومات في غرفة أخبار “نيويورك تايمز”.
الأسلحة وشن الحروب
وفي السياق نفسه، يصف هيدكس “إمبراطورية الولايات المتحدة بأنها مؤسسة إجرامية، وقد تسببت في معاناة هائلة وموت ملايين الأشخاص حول العالم”.
وقال إن “إسرائيل ما كانت لتتمكن من تنفيذ مجازرها اليومية لو لم نمدها بالأسلحة، هذا يجب أن يتوقف”، مؤكدا أن “إمبراطورية أميركا تدمر الولايات المتحدة، إذ تفرغ البلاد من الداخل، فكل ما نفعله هو صنع الأسلحة وشن الحروب”.
وبشأن السياسة التي سيتبعها الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب إزاء إسرائيل، أوضح الصحفي الأميركي أن ترامب سيفعل أي شيء تريده إسرائيل، والأمر كله بالنسبة إليه يتعلق بالمال والولاء.
يذكر أن هيدكس هو من مواليد 1956، وُلد ونشأ في عائلة ذات توجهات دينية واجتماعية عميقة، وكان والده من قدامى المحاربين في الحرب العالمية الثانية ثم ناشطا ومناهضا للحرب.
كما أنه ناقد بشدة لليبرالية الأميركية في كتابيه “موت الطبقة الليبرالية” و”إمبراطورية الوهم”، كما انتقد اليمين المسيحي المتطرف في كتابه “الفاشيون الأميركيون”.
وكشف المؤلف الأميركي لبرنامج “المقابلة” أنه بصدد تأليف كتاب عن قطاع غزة الذي تعرض لعدوان إسرائيلي وحشي.