أعلنت منظمة الصحة العالمية وشركاؤها عن تطعيم أكثر من 10 آلاف طفل في قطاع غزة كجزء من حملة تهدف إلى حماية الأطفال من الأمراض المعدية. تأتي هذه المبادرة في ظل ظروف إنسانية صعبة، وتسعى إلى تعزيز التحصين للأطفال الذين فاتهم الحصول على التطعيمات الأساسية بسبب الحرب والظروف المعيشية. الحملة، التي بدأت في 9 نوفمبر، تهدف إلى الوصول إلى أكثر من 40 ألف طفل.
أهمية حملة التحصين في غزة
تأتي هذه الحملة في وقت حرج، حيث يعاني قطاع غزة من نقص حاد في الإمدادات الطبية والصحية. وفقًا لمنظمة الصحة العالمية، فإن التطعيم يمثل خط الدفاع الأول ضد الأمراض التي يمكن الوقاية منها، خاصةً للأطفال الذين يعانون من سوء التغذية وضعف المناعة. تعتبر هذه المبادرة ضرورية بشكل خاص في ظل التحديات التي تواجه النظام الصحي في غزة.
الأمراض المستهدفة
تركز الحملة على توفير التطعيمات ضد مجموعة من الأمراض الخطيرة، بما في ذلك الحصبة، والنكاف، والحصبة الألمانية، والكزاز، والسعال الديكي، والتهاب الكبد الوبائي ب، والسل، وشلل الأطفال والالتهاب الرئوي. تهدف هذه الجهود إلى الحد من انتشار هذه الأمراض وحماية الأطفال من المضاعفات الخطيرة.
بالإضافة إلى ذلك، تسعى الحملة إلى تعويض الفجوات في الرعاية الصحية التي حدثت خلال الأشهر الماضية. أفادت وزارة الصحة في غزة بأن العديد من الأطفال لم يتمكنوا من الحصول على التطعيمات الروتينية بسبب القيود المفروضة على الحركة ونقص الموارد.
التعاون الدولي لتنفيذ الحملة
تُنفذ هذه الحملة بالتعاون الوثيق بين منظمة الصحة العالمية، ومنظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسيف)، ووكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا)، ووزارة الصحة في قطاع غزة. يعكس هذا التعاون الدولي التزامًا مشتركًا بضمان حصول الأطفال في غزة على الرعاية الصحية اللازمة.
أشارت منظمة الصحة العالمية إلى أن فرق الرصد الميدانية تعمل على ضمان جودة الحملة وشموليتها. وتراقب هذه الفرق عملية التطعيم لضمان وصولها إلى جميع الأطفال المستهدفين وتوثيق أي تحديات أو عقبات تواجه التنفيذ.
ومع ذلك، لا تزال هناك تحديات لوجستية وأمنية تعيق الوصول إلى بعض المناطق في غزة. تعتمد نجاح الحملة على استمرار وقف إطلاق النار وتسهيل حركة فرق التطعيم والإمدادات الطبية.
تأثير وقف إطلاق النار على جهود التحصين
أعرب المدير العام لمنظمة الصحة العالمية، تيدروس أدهانوم غيبريسوس، عن سروره باستمرار وقف إطلاق النار، مشيرًا إلى أنه يتيح الفرصة لتنفيذ حملات الوقاية الصحية بشكل أكثر فعالية. يسمح وقف إطلاق النار لفرق التطعيم بالوصول إلى المناطق التي كانت غير آمنة سابقًا، مما يزيد من فرص الوصول إلى الأطفال المحتاجين.
في المقابل، يظل الوضع الإنساني في غزة هشًا للغاية. لا يزال هناك نقص حاد في الغذاء والمياه النظيفة والمأوى، مما يزيد من خطر انتشار الأمراض. تعتبر حملة التحصين جزءًا من جهود أوسع نطاقًا لتلبية الاحتياجات الصحية والإنسانية الملحة في القطاع.
الخطوات المستقبلية
من المقرر أن تُنفذ المرحلتان الثانية والثالثة من حملة التطعيم في ديسمبر/كانون الأول المقبل ويناير/كانون الثاني 2026. ستركز هذه المراحل على الوصول إلى الأطفال الذين لم يتمكنوا من الحصول على التطعيم في المرحلة الأولى، وتوفير جرعات معززة لضمان الحماية الكاملة. تعتمد خطط التنفيذ المستقبلية على استمرار وقف إطلاق النار وتوفر الموارد اللازمة. ستراقب منظمة الصحة العالمية وشركاؤها الوضع عن كثب لتقييم التقدم المحرز وتحديد أي تحديات جديدة.






