أعلنت المملكة العربية السعودية عن استضافة “كأس السعودية للصقور” كفعالية رئيسية تهدف إلى إبراز التراث الثقافي الغني للبلاد، وتحديداً رياضة الصقارة العريقة. ومن المقرر أن تقام هذه الفعاليات على مدار عدة أيام، وتستقبل الزوار من مختلف أنحاء المملكة والعالم، وذلك في إطار جهود المملكة لتعزيز مكانتها كمركز عالمي لرياضة الصقور والحفاظ على هذا الموروث.

تأتي هذه الاستضافة بتنظيم من نادي الصقور السعودي، وتُعد فرصة استثنائية لعرض مهارات الصقارين، وتبادل الخبرات، والتعريف بأهمية الصقارة في الثقافة السعودية. وقد صرح الرئيس التنفيذي لنادي الصقور السعودي، طلال الشميسي، بأن الفعاليات مصممة لتلبية اهتمامات جميع الفئات العمرية، وتقديم تجربة شاملة تجمع بين المعرفة والتراث والترفيه.

أهمية كأس السعودية للصقور في تعزيز التراث الوطني

تعتبر الصقارة جزءًا لا يتجزأ من الهوية الوطنية السعودية، حيث تمتد جذورها إلى قرون مضت. وقد كانت تمثل في الماضي وسيلة أساسية للصيد وتوفير الغذاء، ثم تطورت لتصبح رياضة تقليدية ذات قواعد وتقاليد صارمة. تسعى المملكة من خلال هذه الفعاليات إلى الحفاظ على هذا التراث ونقله إلى الأجيال القادمة.

دور النادي في تنظيم قطاع الصقارة

يلعب نادي الصقور السعودي دورًا محوريًا في تنظيم قطاع الصقارة في المملكة، من خلال وضع المعايير واللوائح، والإشراف على التدريب والبطولات، ودعم المزارع المتخصصة في تربية الصقور. ويهدف النادي إلى تطوير هذه الرياضة، وتعزيز مكانة المملكة كوجهة رئيسية للصقارين والمتحمسين من جميع أنحاء العالم. كما يركز النادي على الجوانب الأخلاقية والإنسانية في ممارسة هذه الرياضة، وضمان رفاهية الصقور.

التوازن البيئي والتنوع الحيوي

أكد نادي الصقور السعودي على التزامه بالحفاظ على التوازن البيئي والتنوع الحيوي، من خلال تنظيم ممارسة الصقارة بطرق مستدامة ومسؤولة. ويشمل ذلك تحديد أنواع الطيور التي يمكن صيدها، وتحديد مواعيد الصيد، وتشجيع استخدام الصقور المدربة بدلاً من الصقور البرية. بالإضافة إلى ذلك، يعمل النادي على توعية الصقارين بأهمية الحفاظ على البيئة، وتشجيعهم على المشاركة في جهود الحماية.

تستقطب هذه الفعاليات صقارين من داخل وخارج المملكة، مما يعزز التبادل الثقافي والمهني في هذا المجال. وتوفر منصة لعرض أحدث التقنيات والمعدات المستخدمة في الصقارة، وتبادل الخبرات والمعرفة بين الخبراء والمختصين. كما تساهم في تعزيز السياحة في المملكة، وجذب الزوار المهتمين بالتراث والثقافة.

بالإضافة إلى رياضة الصقور، تشمل الفعاليات المصاحبة عروضًا ثقافية وتراثية، وأنشطة ترفيهية للعائلات، ومعارض للحرف اليدوية والمنتجات المحلية. وتهدف هذه الأنشطة إلى إثراء تجربة الزوار، وتعريفهم بالثقافة السعودية الغنية والمتنوعة. وتشمل الأنشطة أيضًا ورش عمل تعليمية حول الصقارة، وكيفية العناية بالصقور، وتدريبها.

تأتي هذه الخطوة في سياق رؤية المملكة 2030، التي تهدف إلى تنويع مصادر الدخل، وتعزيز القطاع السياحي، والحفاظ على التراث الثقافي. وتعتبر الصقارة جزءًا هامًا من هذا التراث، وتسعى المملكة إلى إبرازها وتعزيزها على المستوى العالمي. كما تتماشى هذه الجهود مع التزام المملكة بالاستدامة البيئية، والحفاظ على التنوع الحيوي.

وفي تصريحه الختامي، أكد الرئيس التنفيذي لنادي الصقور السعودي، طلال الشميسي، على أن المملكة، بقيادة ودعم القيادة الرشيدة، ماضية في تعزيز حضور الموروث الثقافي وتقديم فعاليات نوعية تبرز الهوية الوطنية. وأضاف أن هذه الفعاليات تقدم تجربة تليق بالموروث السعودي العريق، وتستحق المملكة لقب “موطن الصقور والصقّارين”.

من المتوقع أن يعلن نادي الصقور السعودي عن تفاصيل النسخة القادمة من الكأس في الأشهر القليلة المقبلة، بما في ذلك مواعيد الفعاليات، والجوائز المخصصة، والضيوف المتوقع حضورهم. ويركز النادي حاليًا على تقييم نتائج النسخة الحالية، والاستفادة من الدروس المستفادة في التخطيط للنسخ المستقبلية. وستظل التطورات المتعلقة بالاستدامة البيئية وتنظيم قطاع الصقارة من الأمور التي يجب مراقبتها.

شاركها.