أكدت مصادر لصحيفة الشرق الأوسط أن صفقة استحواذ الأمير الوليد بن طلال على نادي الهلال السعودي تقترب من الاكتمال، ومن المتوقع الإعلان الرسمي عنها قبل نهاية الشهر الحالي. تأتي هذه الخطوة ضمن مشروع تخصيص الأندية الرياضية السعودية الذي أطلقه ولي العهد الأمير محمد بن سلمان في يونيو 2023، بهدف تطوير القطاع الرياضي وزيادة استدامته المالية.

بدأ تنفيذ المشروع بتحويل أربعة أندية رئيسية – الهلال والنصر والاتحاد والأهلي – إلى شركات، مع نقل أغلبية حصصها إلى صندوق الاستثمارات العامة. بالإضافة إلى ذلك، تم نقل ملكية أندية أخرى إلى جهات مختلفة مثل أرامكو وهيئة العلا وهيئة الدرعية ونيوم، مما يعكس رؤية المملكة لتنويع الاستثمار في الرياضة.

استحواذ الأمير الوليد بن طلال على نادي الهلال: تفاصيل الصفقة وقيمتها

تقدر قيمة الصفقة بحوالي 2 مليار دولار (7.5 مليار ريال سعودي)، سيتم دفعها بشكل أساسي لصندوق الاستثمارات العامة ووزارة الرياضة. سيحصل الأمير الوليد بن طلال، العضو الذهبي الداعم للهلال، على حصة 75% من صندوق الاستثمارات العامة و 25% من وزارة الرياضة، ليصبح المالك الاستثماري الجديد للنادي بنسبة 100% للمرة الأولى في تاريخه.

المفاوضات والجدول الزمني

استمرت المفاوضات بين الطرفين لمدة عام تقريبًا، وتتبقى حاليًا بعض التفاصيل البسيطة لإتمام الصفقة. وتشير التقارير إلى أن هذه الخطوة تأتي بعد قفزة كبيرة في الإيرادات التجارية لنادي الهلال تحت ملكية الصندوق السيادي، حيث ارتفعت بنسبة 105% لتصل إلى 646 مليون ريال في عام 2024.

يعكس هذا الارتفاع في الإيرادات نجاح نموذج تخصيص الأندية في جذب الاستثمارات وزيادة القدرة التنافسية للأندية السعودية على المستوى الإقليمي والدولي. وتشمل هذه الإيرادات حقوق الرعاية، والبث التلفزيوني، وبيع التذاكر، والإعلانات.

تطورات تخصيص الأندية الأخرى

بينما يتقدم استحواذ الأمير الوليد بن طلال على نادي الهلال بخطى ثابتة، فإن وضع الأندية الأخرى يختلف. وفقًا للمصادر، فإن نادي الاتحاد ليس قريبًا من إتمام عملية التخارج في الوقت الحالي، بسبب استمرار المفاوضات مع عدة مستثمرين، بما في ذلك عبد الله صالح كامل وشقيقه محيي.

وبالمثل، فإن نادي الأهلي والنصر يشهدان مفاوضات مستمرة، مع تقارير تشير إلى أن البرتغالي كريستيانو رونالدو قد يحصل على حصة في نادي النصر. في المقابل، لا تزال الأمور المتعلقة بتخصيص ناديي الشباب والاتفاق في مراحل مبكرة، حيث لم تصل العروض إلى مرحلة متقدمة.

تأثير التخصيص على الرياضة السعودية

يهدف مشروع تخصيص الأندية الرياضية إلى تحويل الأندية السعودية إلى مؤسسات رياضية واقتصادية مستدامة، قادرة على المنافسة عالميًا. وتعتبر الاستثمارات الرياضية جزءًا أساسيًا من رؤية المملكة 2030، التي تهدف إلى تنويع مصادر الدخل وتعزيز قطاع الترفيه والرياضة.

بالإضافة إلى ذلك، فإن التخصيص يتيح للأندية الاستفادة من الخبرات الإدارية والتسويقية للقطاع الخاص، مما يساعدها على تطوير بنيتها التحتية وزيادة شعبيتها وجذب المزيد من الجماهير. كما يساهم في تطوير المواهب الرياضية المحلية وتعزيز دور الرياضة في المجتمع.

من المتوقع أن يشهد قطاع الرياضة السعودية تحولات كبيرة في السنوات القادمة، مع استمرار عملية تخصيص الأندية وجذب المزيد من الاستثمارات. وستشمل الخطوات القادمة إتمام صفقات التخصيص للأندية المتبقية، وتطوير اللوائح والأنظمة الرياضية، وتعزيز التعاون بين القطاعين العام والخاص. يبقى من المهم متابعة تطورات هذه الصفقات وتقييم تأثيرها على مستقبل الرياضة السعودية.

شاركها.