كشف الرئيس السوري أحمد الشرع أن الولايات المتحدة تبدي “رغبةً كبيرةً في الاستثمار في سوريا”، مشيراً إلى أن بلاده تمتلك موقعاً استراتيجياً بالغ الأهمية يجعلها محوراً لطرق التجارة البرية بين الشرق والغرب. وأكد أن هذه الميزة الجغرافية، إلى جانب إصلاح المنظومة القضائية وتطوير الموارد البشرية، يمكن أن تشكل قاعدة لإطلاق مرحلة جديدة من النمو الاقتصادي.
شهدت العلاقات السورية الأميركية تطوراً مهماً بعد الإطاحة بنظام بشار الأسد، حيث بادر الرئيس دونالد ترمب لرفع العقوبات التي كانت مفروضة على سوريا لأكثر من عقد، في خطوة تهدف إلى دعم الاقتصاد ومساندة الحكومة الجديدة. وفي مايو الماضي التقى الرئيسان ترمب والشرع في العاصمة السعودية الرياض.
اقرأ أيضاً: رفع القيود الأميركية يفتح نافذة للصادرات السورية وتعافي الاقتصاد
الشرع أشار، في مقابلة مع قناة “الإخبارية” الحكومية، أن “الاستثمارات الخارجية تُوفر فرص عمل كثيرة وتساهم في تطوير البنية التحتية الضرورية”، وذكر أن “حركة المال والاستثمار تنعكس على كل القطاعات، كما أن الانفتاح على الاستثمارات الخارجية يُتيح لسوريا أسواقاً خارجية عبر تعزيز التبادل التجاري”.
يرتقب أن يزور الشرع يزور الولايات المتحدة هذا الشهر وإلقاء خطاب في الجمعية العامة للأمم المتحدة، كما يرتقب أن يعقد لقاءً مع الرئيس الأميركي في البيت الأبيض.
الاستثمارات بدل المساعدات والقروض المسيسة
تسعى الحكومة الجديدة في سوريا لاعتماد نهج جديد يرتكز أساساً على فتح البلاد للاستثمار على حساب الاعتماد على المساعدات أو القروض المُسيّسة، بحسب الشرع.
تشير بيانات رسمية إلى أن البلاد استقطبت استثمارات خارجية بقيمة 28 مليار دولار خلال الأشهر السبعة الماضية منذ الإطاحة بالرئيس السابق بشار الأسد. كان الرئيس السوري الشرع توقع خلال مؤتمر في أغسطس الماضي أن الاستثمارات يتوقع أن ترتفع إلى 100 مليار دولار، “ما يشكل أساساً لإعادة الإعمار”.
اقرأ أيضاً: واشنطن تخفف قيود تصدير السلع المدنية إلى سوريا
في حديثه عن أولويات المرحلة المقبلة، أكد الرئيس السوري أن الحكومة تعمل في “قطاعات كثيرة لإقامة البنية التحتية التي ينهض عليها الاقتصاد”، مشيراً إلى أن صندوق التنمية مخصص لجميع التبرعات لمعالجة مواضيع المخيمات والنازحين ويستهدف بناء البنية التحتية للقرى والبلدات المهدمة، بما في ذلك بناء المشافي والمدارس والمياه والكهرباء. وأضاف: “سنرى كم سيتم جمع المال ونحدد الأولويات، فإعادة الإعمار يستغرق وقتاً طويلاً”.
وفي شأن العلاقات مع إسرائيل، أشار إلى أن بعض سياسات تل أبيب “تدل على أنها حزنت على سقوط النظام السابق وكانت تريد من سوريا دولة صراع مستمر”. وكشف أن دمشق “تجري التفاوض حول اتفاق أمني مع إسرائيل للعودة إلى اتفاق 1974 أو اعتماد اتفاق يشبهه”، مؤكداً في ختام حديثه أن سوريا “تبحث عن هدوء في العلاقات مع الدول”.