شهد “موسم العرمة” في نسخته الرابعة إقبالًا غير مسبوق، مسجلاً أكثر من 400 ألف زائر وزائرة. يعكس هذا الرقم المتزايد الاهتمام المتنامي بـالسياحة البيئية في المملكة العربية السعودية، ويؤكد على أهمية المحافظة على المناطق الطبيعية وتعزيز التجارب السياحية المستدامة. وقد أقيم الموسم في محمية الإمام عبدالعزيز بن محمد الملكية ومحمية الملك خالد الملكية خلال الفترة الماضية.
وقد أشار تقرير صادر عن هيئة تطوير محمية الإمام عبدالعزيز بن محمد الملكية إلى أن هذا الإقبال الكبير ساهم في تطوير قطاع الخدمات السياحية في المنطقة. ارتفع عدد مقدمي الخدمات إلى 16، مما وفر خيارات متنوعة للزوار. كما تم إصدار 3 رخص لتصوير إعلامي، مما يدل على جاذبية الموقع كوجهة لتسليط الضوء على جمال الطبيعة.
تطورات ملحوظة في قطاع السياحة البيئية
يعتبر موسم العرمة أحد أبرز المبادرات التي تهدف إلى تنويع مصادر الدخل وتعزيز التنمية المستدامة في المملكة. تأتي هذه الجهود في إطار رؤية المملكة 2030، التي تولي اهتمامًا خاصًا بتطوير القطاع السياحي وجذب الاستثمارات المحلية والأجنبية. وتشير البيانات إلى أن المملكة تسعى لتصبح وجهة سياحية عالمية رائدة.
أنشطة متنوعة تلبي جميع الاهتمامات
أتاحت الهيئة للزوار خلال الموسم 13 نشاطًا بيئيًا مختلفًا، بما في ذلك التخييم والمشي لمسافات طويلة وركوب الإبل والدراجات الهوائية. كما تضمنت الأنشطة رحلات السفاري وتأمل النجوم وإقامة الفعاليات الثقافية والترفيهية. بالإضافة إلى ذلك، تم توفير منتجات محلية وعربات طعام وخدمات متنقلة لتلبية احتياجات الزوار.
لم يقتصر الأمر على الأنشطة الترفيهية، بل شمل أيضًا برامج توعوية تهدف إلى تعزيز الوعي بأهمية الحفاظ على البيئة. وقد لاقت هذه البرامج استحسانًا كبيرًا من الزوار، الذين أبدوا تفاعلًا ملحوظًا معها. وتعتبر هذه البرامج جزءًا أساسيًا من استراتيجية الهيئة لتعزيز مفهوم السياحة المسؤولة.
بالإضافة إلى ذلك، ساهمت زيادة عدد مقدمي الخدمات السياحية في تحسين جودة الخدمات المقدمة للزوار. وقد عملت الهيئة على تنظيم ورش عمل تدريبية لمقدمي الخدمات، بهدف تطوير مهاراتهم وتعزيز قدراتهم التنافسية. وتشير التقارير إلى أن هذه الورش التدريبية قد ساهمت في رفع مستوى رضا الزوار.
دور المحميات الملكية في تعزيز السياحة المستدامة
تلعب محمية الإمام عبدالعزيز بن محمد الملكية ومحمية الملك خالد الملكية دورًا حيويًا في الحفاظ على التنوع البيولوجي وتعزيز السياحة المستدامة في المملكة. وتتميز هاتان المحميتان بمناظرهما الطبيعية الخلابة وتنوعهما الحيواني والنباتي الفريد. وتعتبران وجهتين مثالية لمحبي الطبيعة والمغامرة.
تسعى الهيئة إلى تحقيق التوازن بين الحفاظ على البيئة وتلبية احتياجات الزوار. وقد وضعت الهيئة مجموعة من الإرشادات والتعليمات التي تهدف إلى ضمان عدم تأثير الأنشطة السياحية على البيئة. وتشمل هذه الإرشادات الحفاظ على نظافة المحميات وعدم إزعاج الحيوانات البرية وعدم إتلاف النباتات.
وتشير البيانات إلى أن السياحة البيئية تساهم بشكل كبير في دعم الاقتصاد المحلي وتوفير فرص عمل للشباب. وقد عملت الهيئة على تشجيع الاستثمار في قطاع السياحة البيئية، من خلال تقديم حوافز وتسهيلات للمستثمرين. وتأمل الهيئة أن تساهم هذه الجهود في تحقيق التنمية المستدامة في المنطقة.
بالتزامن مع هذا النمو، تزايدت الجهود المبذولة لتطوير البنية التحتية في المنطقة المحيطة بالمحميات. وتشمل هذه الجهود تحسين الطرق وتوفير خدمات الإقامة والمرافق الصحية والتعليمية. وتعتبر هذه التحسينات ضرورية لجذب المزيد من الزوار وتوفير تجربة سياحية مريحة وممتعة. كما أن تطوير البنية التحتية يساهم في تحسين مستوى معيشة السكان المحليين.
وتشير التقديرات إلى أن قطاع السياحة البيئية في المملكة العربية السعودية يشهد نموًا سنويًا بنسبة تزيد عن 10%. ويعزى هذا النمو إلى عدة عوامل، منها زيادة الوعي بأهمية الحفاظ على البيئة وتزايد الاهتمام بالتجارب السياحية الفريدة والمستدامة. بالإضافة إلى ذلك، ساهمت الجهود الحكومية في تطوير القطاع السياحي في جذب المزيد من الاستثمارات وتعزيز التنمية المستدامة.
تعتزم هيئة تطوير محمية الإمام عبدالعزيز بن محمد الملكية إطلاق النسخة الخامسة من موسم العرمة خلال شهر نوفمبر القادم. وتأتي هذه النسخة برؤية أكثر طموحًا وبرامج جديدة تهدف إلى تعزيز مكانة الموسم كوجهة رائدة لـالسياحة البيئية في المملكة. وتشمل هذه البرامج تطوير الأنشطة السياحية وتوفير خدمات إضافية للزوار وتنظيم فعاليات ثقافية وترفيهية متنوعة. ومن المتوقع أن تشهد النسخة الخامسة إقبالًا أكبر من الزوار.
في الختام، يمثل موسم العرمة قصة نجاح واعدة في مجال السياحة البيئية في المملكة العربية السعودية. وتشير التوقعات إلى أن هذا الموسم سيستمر في النمو والتطور في السنوات القادمة، ليصبح وجهة سياحية عالمية رائدة. ومن المهم متابعة التطورات المتعلقة بالموسم، بما في ذلك البرامج الجديدة والتحسينات في البنية التحتية، لتقييم تأثيره على التنمية المستدامة في المنطقة.






