استأنفت جامعة الإمام الهادي في مدينة أم درمان السودانية نشاطها الأكاديمي، بعد توقف دام أكثر من عام، بسبب الحرب والاشتباكات الدائرة بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع.
وبث ناشطون، أمس الأحد، مقطع فيديو يظهر التزام الطلاب والطالبات بأداء الامتحانات للعام الجاري رغم أجواء الحرب والأوضاع الأمنية الصعبة في السودان.
وشرعت سلطات ولاية الخرطوم، في مايو/أيار الماضي، بعمليات تعقيم شملت مباني ومؤسسات أم درمان، التي تعد ثاني أكبر مدينة في البلاد، بالتزامن مع عودة المواطنين لمنازلهم التي أصابها الدمار.
وذكرت عميدة كلية المختبرات الطبية بالجامعة الدكتورة نهى أبو بكر أن جامعة الإمام الهادي هي أول جامعة تعاود نشاطها الأكاديمي بعد أكثر من عام على الأحداث.
من جهته، قال وكيل الكلية عمر الإمام في مقطع فيديو نشره ناشط عبر موقع فيسبوك أمس الأحد “استطعنا تمهيد الطريق لإعادة الامتحانات بالتعاون مع الجهات المختصة في ولاية الخرطوم والجهات الأمنية”، مضيفا “نشكر القوات المسلحة الباسلة التي أتاحت لنا تنفيذ هذه الفكرة ونجاحها”.
إعادة إعمار تربوي
وبدأت الجامعة في أواخر يونيو/حزيران الماضي امتحانات العام للمرة الأولى منذ اندلاع الحرب في البلاد لنحو 800 طالب وطالبة، وفق ما أعلنته ولاية الخرطوم.
وذكر مدير عام وزارة التنمية الاجتماعية صديق فريني أن اكتمال أعداد الطلاب يعد رسالة للمجتمع السوداني أن “الخرطوم استعادت عافيتها، وأن التحدي أكبر من كل تهديدات المليشيا المتمردة”.
ورحب والي الخرطوم أحمد حمزة بمساهمة إحدى الشركات في إعادة إعمار المرافق الصحية والتعليمية في الولاية، فيما أشارت إدارة التعليم بالخرطوم أن جميع مراحل التعليم “تعرضت لنهب ممنهج طال الفصول المدرسية”، لافتة إلى أنه في حال عودة الدراسة سيكون الاحتياج الأكبر للأثاث المدرسي.
ويشهد السودان حاليا واحدة من أسوأ الأزمات التعليمية في العالم، حيث إن أكثر من 90% من الأطفال في سن المدرسة البالغ عددهم 19 مليون طفل لا يتمكنون من الوصول إلى التعليم الرسمي، وفق منظمات أممية.
وفي السياق ذاته، قالت منظمة اليونيسيف “إن التعطيل المستمر للتعليم سيؤدي إلى أزمة أجيال في السودان”، فيما ذكر نائب المدير التنفيذي للمنظمة تيد شيبان، منتصف أبريل/نيسان الماضي، أن تجاهل زيادة الخدمات الحيوية المنقذة للحياة، وإعادة فتح المدارس، وإنهاء الحرب “ستضيع الآمال والأحلام لجيل كامل ولمستقبل السودان”، على حد تعبيره.
ومنذ منتصف أبريل/نيسان 2023 يخوض الجيش السوداني بقيادة عبد الفتاح البرهان، وقوات الدعم السريع بقيادة محمد حمدان دقلو (حميدتي)، حربا خلّفت نحو 15 ألف قتيل ونحو 10 ملايين نازح ولاجئ، وفق الأمم المتحدة.