بعد سنوات من القيود الأمنية الصارمة التي فرضت في أعقاب هجمات 11 سبتمبر، بدأت بعض المطارات الأمريكية في إعادة النظر في سياساتها، والسماح بوصول الزوار إلى مناطق ما بعد الأمن. هذا التغيّن، الذي بدأ في مطار أوكلاند سان فرانسيسكو باي (OAK) في كاليفورنيا، يتيح للأصدقاء والعائلة مرافقة المسافرين إلى البوابة، وهو أمر كان شائعًا قبل عام 2001. يُطلق على هذه التصاريح اسم “تصاريح الزيارة للمطار” أو ما شابه، وتتطلب تقديم طلب أمني مسبق.
عودة تصاريح الزيارة للمطار: نظرة على التغييرات الأمنية بعد 2001
أعلن مطار أوكلاند مؤخرًا عن إطلاق برنامج “بطاقة ضيف OAK” الذي يسمح للأفراد غير المسافرين بالحصول على تصريح للدخول إلى مناطق ما بعد الأمن في المطار. ويتعين على الزوار الراغبين في مرافقة الأصدقاء أو العائلة التقدم بطلب عبر الإنترنت قبل سبعة أيام على الأقل من الزيارة المقررة، وفقًا لإجراءات المطار.
بعد مراجعة الطلبات، تقوم إدارة أمن النقل الأمريكية (TSA) بالموافقة على الزيارات وإصدار بطاقات ضيف OAK. يجب على الزوار تقديم هذه البطاقة مع إثبات هوية معتمد من إدارة أمن النقل، مثل جواز سفر أو هوية وطنية مُحسّنة.
تأتي هذه الخطوة بعد سنوات من القيود التي فرضت في أعقاب هجمات 11 سبتمبر عام 2001. قبل ذلك، كان الوصول إلى بوابات المغادرة مفتوحًا للجمهور، مما يسمح للأهل والأصدقاء بمرافقة المسافرين.
التغييرات في إجراءات الأمن بعد 11 سبتمبر
بعد هجمات 11 سبتمبر، تم إنشاء إدارة أمن النقل (TSA) وتكليفها بتعزيز إجراءات الأمن في المطارات الأمريكية. وتشمل هذه الإجراءات تقييد الوصول إلى المناطق المحمية، بما في ذلك مناطق ما بعد الأمن، على المسافرين الحاملين لتذاكر صالحة فقط.
وقد أدت هذه التغييرات إلى صعوبة كبيرة في توديع المسافرين أو استقبالهم في المطار. ومع ذلك، بدأت بعض المطارات في استكشاف طرق لإعادة بعض جوانب تلك التجربة، مع الحفاظ على معايير الأمان.
بالإضافة إلى مطار أوكلاند، بدأت مطارات أخرى في تقديم برامج مماثلة. فمطار كليفلاند هوبكنز الدولي يقدم “بطاقة التجمع”، بينما يقدم مطار سان أنطونيو الدولي “بطاقة SAT”.
كما يقدم مطار كانساس سيتي الدولي “بطاقة الضيف”، ومطار فيلادلفيا الدولي “بطاقة الرفيق”، ومطار ديترويت متروبوليتان “بطاقة الوجهة”. هذه المبادرات تهدف إلى تحسين تجربة السفر من خلال السماح بمزيد من التفاعل الاجتماعي.
وقد أظهر منتدى “r/travel” على موقع Reddit حنينًا كبيرًا لأيام ما قبل عام 2001، حيث شارك المستخدمون ذكرياتهم عن قدرة الأهل والأصدقاء على مرافقة المسافرين إلى بوابات المغادرة. وأشار أحدهم إلى أن مشاهدة الطائرات وهي تقلع وتهبط كانت نشاطًا ترفيهيًا شائعًا.
من الجدير بالذكر أن برنامج بطاقة ضيف OAK ليس دائمًا. يحتفظ مطار أوكلاند سان فرانسيسكو باي بالحق في إلغاء البرنامج أو تعديل قواعده في أي وقت، استجابةً للظروف الطارئة أو الاحتياجات التشغيلية، دون إشعار مسبق. هذه المرونة ضرورية لضمان استمرار حماية المطار.
تُظهر هذه التطورات تحولاً تدريجياً في طريقة تعامل المطارات الأمريكية مع الأمن، مع محاولة إيجاد توازن بين الحفاظ على سلامة المسافرين والسماح بمزيد من الراحة والتفاعل الاجتماعي. من المرجح أن نشهد المزيد من المطارات التي تتبنى سياسات مماثلة في الأشهر والسنوات القادمة، ولكن مدى نجاح هذه البرامج ودوامها يعتمد على تقييمات الأمان المستمرة والبيئة الأمنية العامة. وما على المسافرين والزوار سوى متابعة التحديثات من المطارات المعنية بشأن توفر تصاريح زيارة المطار وشروطها.






