قال السفير عاطف سالم، سفير مصر السابق في تل أبيب، بيان مجلس الأمن الأخير جاء في صورة بيان صحفي، أدان الهجمات التي وقعت في الدوحة، مؤكداً على خطورتها في تصعيد الموقف، ومشدداً على أهمية الدور القطري في جهود الوساطة. اللافت أن البيان لم يذكر إسرائيل بالاسم، ولم يشر إليها بشكل مباشر، وذلك تجنباً لاحتمال اعتراض الولايات المتحدة على البيان ورفضها التوقيع عليه.
وأوضح السفير عاطف سالم، سفير مصر السابق في تل أبيب، خلال تصريحات خاصة لـ “صدى البلد”، لقد وصلنا إلى مرحلة يُدان فيها الحدث دون الإشارة إلى الجهة التي ارتكبته، أما على الأرض، فالخطوة التي وقعت في قطر لم تغيّر موازين القوى، ولم تفتح أي أفق سياسي لحل الأزمة.
وأضاف أنه حتى في حال نجاح عملية الاغتيال بشكل كامل، فإن المشكلة ستظل قائمة، خاصة أن اثنين من المستهدفين ، بحسب المعلومات المتوافرة ، أصيبوا فقط ولم يُقتلوا، وهذه العملية قد تؤدي لزيادة التوتر، بل وربما تدفع إسرائيل نحو عزلة متزايدة في الخليج والعالم العربي، في الوقت الذي تكشف فيه عن ضعف وهشاشة الموقف العربي بشكل عام.
وتابع سالم، أنه في إسرائيل، ظهرت تقارير تتحدث عن احتمال توسيع نطاق العمليات ليشمل تركيا، على غرار ما حدث في الدوحة ضد حماس، غير أن أنقرة أحبطت بالفعل عدداً كبيراً من محاولات التجسس الإسرائيلية التي استهدفت شخصيات فلسطينية على أراضيها، مضيفا أن تركيا شهدت قبل نحو شهر محاكمة لـ 57 متهماً بالتجسس لصالح الاستخبارات الإسرائيلية، وهو ما يؤكد أن أنقرة تتابع هذه التحركات بدقة وتعمل على إحباطها، أما القاهرة، فقد وجهت رسالة واضحة للولايات المتحدة، حذرت فيها من عواقب وخيمة إذا حاولت إسرائيل تنفيذ أي عمليات على الأراضي المصرية.
و أشار السفير عاطف سالم، إلى أن إسرائيل تدرك أن عمليات الاغتيال تغيّر قواعد اللعبة وتعيد صياغة الأوضاع في المنطقة، وهي في الوقت نفسه قادرة على تنفيذها في أي مكان، دون قيود أو ضوابط، لأنها محمية من القانون الدولي، ومن المؤسسات الأممية العاجزة، ومن الولايات المتحدة الداعمة، وكذلك من تردد الدول الغربية في اتخاذ خطوات عقابية جدية. فمنذ ثلاثة أشهر والدول الأوروبية تناقش احتمالية تعليق جزء من اتفاقية الشراكة التجارية مع إسرائيل أو تأجيل بعض بنودها، لكن لم يُنفذ شيء حتى الآن.
وذكر أنه في ظل هذا الموقف، يظل خطاب حقوق الإنسان والعدالة الدولية مجرد شعارات، بعدما أفسدت القوى الغربية النظام الدولي بعجزها وتناقضاتها. الاستثناء كان في مواقف محدودة من دول مثل إسبانيا، أيرلندا، والكويت، التي اتخذت إجراءات فردية قوية، إلى جانب دول أخرى أظهرت مواقف محترمة.
و اختتم عاطف سالم سفير مصر السابق في تل أبيب حديثه، قائلا: إنه حتى داخل مجلس الأمن، بدت المناقشات متناقضة؛ حيث تحدث ممثلو بعض الدول بلغة واضحة في إدانة التصعيد، بينما ذهب داني دانون، المندوب الإسرائيلي، في اتجاه مغاير تماماً. المفارقة هنا أن الولايات المتحدة تبرر هذا النهج وتغطيه، ما يفتح الباب أمام تساؤلات مشروعة: إذا كانت واشنطن تمنح إسرائيل هذه الحصانة، فما الذي يحق لبقية دول العالم أن تفعله؟