وصف السفير الأمريكي لدى إسرائيل، مايك هاكابي، أعمال العنف التي يرتكبها مستوطنون إسرائيليون ضد الفلسطينيين في الضفة الغربية بأنها “إرهاب”، مع التأكيد على أنها تقتصر على “قلة من البلطجية”. يأتي هذا التصريح في ظل تصاعد التوترات في المنطقة وتزايد المخاوف بشأن مستقبل عملية السلام، ويثير تساؤلات حول دور الحكومة الإسرائيلية في التعامل مع هذه الأحداث، و**العنف في الضفة الغربية**.

أدلى هاكابي بهذه التصريحات خلال مقابلة مع قناة “إليزابيث فارغاس” الإخبارية الأمريكية، وفقًا لما نقله موقع “تايمز أوف إسرائيل” الإخباري الإسرائيلي. وأشار إلى أن غالبية المتورطين في هذه الهجمات ليسوا مستوطنين دائمين، بل هم “شباب غاضبين وساخطين” يشكلون أقلية.

اتفاق صامد وتصعيد العنف

تصريحات هاكابي جاءت بعد فترة من التصعيد في **العنف بالضفة الغربية**، حيث شهدت المنطقة زيادة في الهجمات من قبل مستوطنين إسرائيليين على الفلسطينيين وممتلكاتهم. وتشمل هذه الهجمات إلقاء الحجارة، وحرق المنازل، والاعتداءات الجسدية، وتخريب المزارع.

وأضاف السفير أن هؤلاء الأفراد “بلطجية” يأتون إلى الضفة الغربية بهدف إثارة الفوضى، وأنهم في كثير من الأحيان لا يقيمون بشكل دائم في المستوطنات. ورأى أن هذه الأعمال تمثل “أعمال إرهابية” تستهدف المدنيين وتقوض جهود تحقيق الاستقرار.

ردود الفعل الإسرائيلية والفلسطينية

لم يصدر رد فعل رسمي فوري من الحكومة الإسرائيلية على تصريحات هاكابي. ومع ذلك، أعرب بعض المسؤولين الإسرائيليين عن قلقهم بشأن تدهور الوضع الأمني في الضفة الغربية، وأكدوا على التزامهم بحماية المستوطنين الإسرائيليين.

من جانبهم، أدانت السلطة الفلسطينية بشدة تصريحات هاكابي، واعتبرتها “تغطية على جرائم المستوطنين”. وطالبت السلطة الفلسطينية المجتمع الدولي بالتدخل الفوري لوقف العنف وحماية الفلسطينيين. كما دعت إلى محاسبة المسؤولين عن هذه الهجمات.

وقف إطلاق النار في غزة وخطة ترامب

وعند سؤاله عن آخر تبادل لإطلاق النار في قطاع غزة، أعرب هاكابي عن اعتقاده بأن وقف إطلاق النار “لا يزال صامدًا”، معترفًا في الوقت نفسه بأن وقوع حوادث مماثلة أمر متوقع. وأشار إلى أن إسرائيل تحتفظ بحقها في الرد على أي هجمات تشنها حماس.

وأضاف أن خطة الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب للسلام في الشرق الأوسط “تسير على نحو فعال للغاية”. وتشمل هذه الخطة، التي أثارت جدلاً واسعًا، إنشاء دولة فلسطينية محدودة السيادة مع القدس عاصمة موحدة لإسرائيل.

في وقت سابق من هذا الأسبوع، اعتمد مجلس الأمن الدولي بالإجماع مشروعًا أمريكيًا بشأن غزة، يرحب بخطة ترامب المكونة من 20 بندًا. ويأتي هذا القرار بعد جهود دبلوماسية مكثفة بذلتها الولايات المتحدة لإقناع أعضاء المجلس بدعم المشروع.

تداعيات محتملة ومستقبل الوضع

تأتي هذه التطورات في وقت حرج يشهد فيه الشرق الأوسط حالة من عدم الاستقرار المتزايد. ويتزايد القلق بشأن احتمال اندلاع جولة جديدة من العنف بين إسرائيل والفلسطينيين، خاصة في ظل استمرار الخلافات حول قضايا رئيسية مثل الحدود والقدس والمستوطنات.

من المتوقع أن يستمر المجتمع الدولي في جهوده الدبلوماسية لتهدئة التوترات وإعادة إحياء عملية السلام. ومع ذلك، فإن تحقيق تقدم ملموس في هذا الصدد سيتطلب تعاونًا حقيقيًا من جميع الأطراف المعنية، بالإضافة إلى معالجة الأسباب الجذرية للصراع.

في الأيام والأسابيع القادمة، يجب مراقبة تطورات الوضع في الضفة الغربية وغزة عن كثب، بالإضافة إلى ردود الفعل الإسرائيلية والفلسطينية على تصريحات هاكابي واعتماد قرار مجلس الأمن الدولي. كما يجب الانتباه إلى أي تحركات جديدة من جانب الولايات المتحدة أو الأطراف الإقليمية الأخرى التي قد تؤثر على مسار الصراع. **الوضع في الضفة الغربية** لا يزال هشًا ويتطلب حذرًا شديدًا.

شاركها.