أجرى صاحب السمو الأمير فيصل بن فرحان بن عبدالله وزير الخارجية السعودي، اتصالاً هاتفياً مع نظيره الكوري الجنوبي بارك جين، وذلك لمناقشة سبل تعزيز الشراكة الاستراتيجية بين البلدين وتطورات الأوضاع الإقليمية والدولية. جاء الاتصال في إطار حرص المملكة على تعزيز علاقاتها مع دول آسيا، خاصة في ظل التحديات الاقتصادية والجيوسياسية المتزايدة التي يشهدها العالم.
أكد الوزيران خلال الاتصال على أهمية التنسيق المستمر وتبادل الرؤى حول القضايا المشتركة، بما يشمله ذلك أمن الطاقة، ومكافحة الإرهاب، والجهود الدبلوماسية الرامية إلى حل النزاعات سلمياً. تأتي هذه المحادثات في وقت تشهد فيه المنطقة تحولات متسارعة تتطلب تضافر الجهود للحفاظ على الاستقرار.
أهمية الشراكة السعودية الكورية الجنوبية
تعتبر العلاقات بين المملكة العربية السعودية وكوريا الجنوبية من بين العلاقات الأقوى والأكثر تطوراً في منطقة الشرق الأوسط. بدأت هذه العلاقات في عام 1962، وشهدت نمواً مطرداً على مر العقود، مدفوعة بمصالح مشتركة في مجالات متعددة، بما في ذلك التجارة والاستثمار والطاقة.
العلاقات الاقتصادية والتجارية
تُعد المملكة العربية السعودية من أهم مصادر إمدادات النفط لكوريا الجنوبية، حيث تستحوذ على حصة كبيرة من واردات الطاقة الكورية. في المقابل، تُعد كوريا الجنوبية شريكًا تجاريًا رئيسيًا للمملكة، حيث تصدر إليها مجموعة متنوعة من المنتجات، بما في ذلك السيارات والإلكترونيات والآلات الصناعية. وبحسب بيانات وزارة التجارة والاستثمار السعودية، بلغ حجم التبادل التجاري بين البلدين أكثر من 30 مليار دولار أمريكي في عام 2022.
دور كوريا الجنوبية في رؤية 2030
تستقبل المملكة العربية السعودية استثمارات كبيرة من الشركات الكورية الجنوبية في إطار رؤية 2030، التي تهدف إلى تنويع الاقتصاد وتقليل الاعتماد على النفط. تشارك الشركات الكورية في مشاريع ضخمة في مجالات البنية التحتية والطاقة المتجددة والتكنولوجيا، مثل مشروع نيوم، ومشاريع الطاقة الشمسية، والبنية التحتية الرقمية. بالإضافة إلى ذلك، هناك تعاون متزايد في مجال تطوير الكفاءات الوطنية ونقل المعرفة والتكنولوجيا.
كما ناقش الوزيران خلال الاتصال مستجدات الأزمة الأوكرانية وتأثيراتها على الأمن الغذائي والطاقة العالمي. أكدت المملكة على أهمية التوصل إلى حل سياسي للأزمة يضمن الأمن والاستقرار الإقليمي والدولي. وشدد الجانبان على أهمية مواصلة العمل مع المجتمع الدولي لمعالجة التحديات الإنسانية والاقتصادية الناجمة عن هذه الأزمة.
وبحسب بيان صادر عن وزارة الخارجية السعودية، فقد أعرب الوزير الكوري الجنوبي عن تقديره للدور القيادي الذي تلعبه المملكة في المنطقة، وجهودها الرامية إلى تعزيز الاستقرار والسلام. كما أكد على حرص بلاده على مواصلة تعزيز التعاون مع المملكة في جميع المجالات.
ويأتي هذا الاتصال في أعقاب سلسلة من اللقاءات والمشاورات بين مسؤولي البلدين، في إطار سعي الطرفين لتطوير علاقاتهما الثنائية وتعزيز التعاون الإقليمي والدولي. هناك زخم متزايد في العلاقات الثنائية يتجلى في الزيارات المتبادلة رفيعة المستوى، وتوقيع اتفاقيات تعاون جديدة، وتنفيذ مشاريع مشتركة في مجالات حيوية. الاستثمار الأجنبي المباشر من كوريا الجنوبية يشكل جزءاً هاماً من هذا التعاون.
من الجدير بالذكر أن كلا من المملكة العربية السعودية وكوريا الجنوبية عضو في مجموعة العشرين، مما يوفر لهما منصة مهمة للتنسيق وتبادل الرؤى حول القضايا الاقتصادية والمالية العالمية. وتشترك الدولتان في العديد من الأولويات، بما في ذلك تعزيز النمو المستدام، وتحسين إدارة الديون، ومكافحة التغير المناخي. العلاقات الدبلوماسية بين البلدين تساهم في تحقيق هذه الأهداف.
من المتوقع أن يشهد التعاون بين المملكة وكوريا الجنوبية المزيد من التوسع في المستقبل القريب، مع التركيز على القطاعات الواعدة مثل التكنولوجيا والطاقة المتجددة. ستتركز الجهود على تحديد فرص استثمارية جديدة، وتسهيل تبادل الوفود التجارية والاقتصادية، وتطوير برامج تدريبية مشتركة لرفع مستوى الكفاءات الوطنية. وسيتابع المراقبون عن كثب تطورات هذه الشراكة وتأثيراتها على كل من البلدين والمنطقة.
The post السعودية وكوريا الجنوبية: تعزيز الشراكة الاستراتيجية والدبلوماسية appeared first on أخبار السعودية | SAUDI NEWS.






