تعمل الشركة السعودية للاستثمار الجريء (SVC)، المدعومة من الدولة، على إعادة هيكلة استراتيجيتها الاستثمارية البالغة 3 مليارات دولار لتوجيه جزء أكبر من أموالها إلى صناديق الائتمان الخاص، في رهان على أن هذا القطاع سيستحوذ على حصة متنامية من نشاط الأعمال داخل المملكة.

قال نبيل كوشك، الرئيس التنفيذي للصندوق، في مقابلة مع بلومبرغ، إن “الشركة السعودية للاستثمار الجريء” -تعمل في الأساس كصندوق الصناديق- تعتزم تخصيص نصف محفظته للاستثمار في الائتمان الخاص والملكية الخاصة، ارتفاعاً من نحو الثلث في العام الماضي، فيما سيجري توجيه النسبة المتبقية إلى الاستثمار في رأس المال الجريء.

الائتمان الخاص

أوضح كوشك: “نعيد تصميم استراتيجيتنا الاستثمارية بناءً على تطور ونمو المنظومة”. الائتمان الخاص تحديداً ما يزال في مراحله الأولى، ونسعى كذلك إلى رفع الوعي حول دوره في سد فجوة تمويل المنشآت الصغيرة والمتوسطة”.

“تمارا” السعودية تحصل على تسهيلات ائتمانية بقيمة 1.4 مليار دولار

أشار كوشك إلى أن الشركات السعودية، لا سيما المنشآت الصغيرة والمتوسطة، تبحث عن مصادر تمويل جديدة في ظل تشديد السيولة الذي يجعل الحصول على التمويل التقليدي من البنوك أكثر صعوبة.

جاءت تصريحات رئيس الشركة السعودية للاستثمار الجريء قبيل انطلاق منتدى رأس المال الخاص في الرياض اليوم، الذي يجمع المستثمرين وصناع السياسات لمناقشة التحديات التنظيمية وفجوات التمويل في السوق، مع التركيز الكبير على الائتمان الخاص والملكية الخاصة اللذين يشهدان طلباً متزايداً في منطقة الخليج.

وازداد الطلب على التمويل في السعودية مع سعيها إلى تسريع الإنفاق على خطة ولي العهد الأمير محمد بن سلمان لتنويع الاقتصاد بعيداً عن النفط، وتحويل المملكة إلى مركز عالمي لريادة الأعمال والتمويل والاستثمار.

دخل صندوق الاستثمارات العامة السعودي بالفعل مجال الائتمان الخاص العام الجاري عبر اتفاق لتمويل صناديق جديدة تديرها “غولدمان ساكس أسيت مانجمنت” (Goldman Sachs Asset Management) تركز على منطقة الخليج العربي. كما بدأ مجال الدين الجريء بالنمو مع مؤسسات مثل شركة “سترايد فنتشرز” (Stride Ventures)  التي بدأت في ضخ رؤوس أموال داخل المملكة.

استثمار مشترك

ذكر كوشك أن الشركة السعودية لرأس المال الجريء بدأت حديثاً التحول نحو الائتمان الخاص والدين الجريء من خلال استثمارات في شركة “بارتنرز فور غروث” (Partners for Growth) و شركة “رؤيا بارتنرز” (Ruya Partners)، كما دعم شركات استثمار كبرى مثل “جنرال أتلانتيك” (General Atlantic) وصناديق رأس مال جريء مثل “غلوبال فنتشرز” (Global Ventures).

طالع أيضاً: صفقات الاستثمار الجريء في السعودية ترتفع 116% بالنصف الأول

تأسست الشركة السعودية للاستثمار الجريء في 2018 بتفويض لاستثمار 3 مليارات دولار حتى 2030 لتطوير منظومة التمويل للشركات الناشئة والمنشآت الصغيرة والمتوسطة. ضخت الشركة نحو 300 مليون دولار سنوياً خلال العامين الماضيين، ويعتزم مواصلة العمل بنفس الوتيرة خلال 2026، وفقاً لكوشك.

شاركها.