أعلنت اللجنة الدائمة للتطعيمات في ألمانيا عن زيادة حالات الإصابة بـالسعال الديكي، وحذرت من خطورة هذا المرض خاصةً على الرضع. وتعتبر هذه الزيادة في الحالات مصدر قلق للصحة العامة، وتدعو إلى اتخاذ تدابير وقائية عاجلة. ويهدف هذا المقال إلى تسليط الضوء على تفاصيل هذا المرض، وكيفية الوقاية منه، والتوصيات الصادرة من اللجنة الألمانية.
ما هو السعال الديكي ولماذا هو مقلق؟
السعال الديكي هو عدوى بكتيرية شديدة العدوى تصيب الجهاز التنفسي، وتنتشر عبر الرذاذ المتطاير الناتج عن السعال والعطس. وفقًا للجنة الألمانية، يعتبر الرضع دون سن ستة أشهر الأكثر عرضة للإصابة بهذا المرض، حيث يمكن أن يتسبب في مضاعفات خطيرة. تشمل هذه المضاعفات كسورًا في الضلوع، والالتهاب الرئوي، وحتى تلف في الدماغ في حالات نادرة.
أعراض السعال الديكي ومراحله
يبدأ السعال الديكي عادةً بأعراض تشبه أعراض البرد العادي، مثل سيلان الأنف والحمى الخفيفة. ثم يتطور إلى نوبات سعال شديدة تتميز بصوت “ديك” مميز عند الشهيق. يمكن أن تستمر هذه النوبات لعدة أسابيع أو حتى أشهر، مما يؤدي إلى الإرهاق الشديد.
تتراوح نسبة الوفيات بين الأطفال دون سن ستة أشهر المصابين بالسعال الديكي إلى حوالي واحد بالمائة، مما يؤكد على أهمية الوقاية منه. بالإضافة إلى ذلك، يمكن أن يعاني الأطفال المصابون من تشنجات أو توقف مؤقت في التنفس.
التطعيم ضد السعال الديكي: حماية الأم والجنين
شددت اللجنة الدائمة للتطعيمات على أهمية التطعيم ضد السعال الديكي، خاصةً أثناء الحمل. توصي اللجنة بتلقي التطعيم في بداية الثلث الثالث من الحمل (ابتداءً من الأسبوع 28)، وذلك لنقل الأجسام المضادة الواقية إلى الجنين عبر المشيمة. هذه الأجسام المضادة توفر حماية مؤقتة للرضيع حتى يتمكن من تلقي التطعيم بنفسه.
في حالة الولادة المبكرة، يجب تقديم موعد التطعيم إلى الثلث الثاني من الحمل لضمان حصول الجنين على أكبر قدر ممكن من الحماية. بالإضافة إلى الأم، يجب تطعيم الأشخاص الذين يكونون على اتصال وثيق بالطفل بعد الولادة، مثل الأب والأشقاء والأجداد ومقدمي الرعاية، وذلك لتوفير “مناعة القطيع” والحماية الإضافية للرضيع. الوقاية من العدوى هي الأولوية.
يُذكر أن فعالية اللقاح قد تتضاءل بمرور الوقت، لذا يوصى بألا يتجاوز عمر آخر جرعة معززة عشر سنوات. عادةً ما تتحقق الحماية الكاملة بعد أسبوعين من تلقي الجرعة المعززة.
تطورات الوضع الوبائي في ألمانيا
أفادت التقارير بأن هناك زيادة ملحوظة في حالات السعال الديكي في ألمانيا، خاصةً بين الأطفال. يعزو الخبراء هذه الزيادة إلى انخفاض معدلات التطعيم في السنوات الأخيرة، بالإضافة إلى عوامل أخرى مثل التغيرات في المناعة المجتمعية. وتشير البيانات إلى أن معظم الحالات المسجلة لم تتلق التطعيم أو لم تكتمل سلسلة التطعيمات.
بالإضافة إلى ذلك، قد يكون هناك بعض التحديات في تشخيص السعال الديكي في المراحل المبكرة، حيث يمكن أن تتشابه أعراضه مع أعراض أمراض الجهاز التنفسي الأخرى. لذلك، من المهم إجراء الفحوصات المخبرية اللازمة لتأكيد التشخيص.
توصيات إضافية وجهود الصحة العامة
بالإضافة إلى التطعيم، توصي السلطات الصحية باتخاذ تدابير وقائية أخرى للحد من انتشار السعال الديكي، مثل غسل اليدين بانتظام، وتغطية الفم والأنف عند السعال أو العطس، وتجنب الاتصال الوثيق مع الأشخاص المصابين. كما تشدد على أهمية التهوية الجيدة في الأماكن المغلقة. تعتبر هذه الإجراءات جزءًا من استراتيجية شاملة للسيطرة على الأمراض المعدية.
تعمل وزارة الصحة الألمانية بالتعاون مع الجهات المعنية على زيادة الوعي بأهمية التطعيم وتوفير اللقاحات بكميات كافية. كما يتم بذل جهود لتشجيع الأمهات الحوامل على تلقي التطعيم وتوفير المعلومات اللازمة حول فوائده ومخاطره المحتملة. وتشمل هذه الجهود حملات توعية عامة وتدريب للعاملين في مجال الرعاية الصحية.
الخطوات المستقبلية والمستجدات المتوقعة
من المتوقع أن تستمر اللجنة الدائمة للتطعيمات في مراقبة الوضع الوبائي للسعال الديكي وتقييم فعالية التدابير الوقائية المتخذة. قد يتم إصدار توصيات إضافية في المستقبل بناءً على التطورات الجديدة. من المهم متابعة التحديثات الصادرة عن وزارة الصحة والجهات المعنية الأخرى للحصول على أحدث المعلومات والتوجيهات. كما يجب على الأفراد استشارة أطبائهم للحصول على المشورة الطبية المناسبة بشأن التطعيم والوقاية من التهابات الجهاز التنفسي.






