دشنّ الشيخ الدكتور عبدالرحمن بن عبدالعزيز السديس، رئيس الشؤون الدينية بالمسجد الحرام والمسجد النبوي، برنامج “معين” الذي أطلقته وكالة الشؤون النسائية بالمسجد الحرام. يهدف هذا البرنامج إلى الارتقاء بمستوى الخدمات الإرشادية والتوعوية المقدمة للمعتمرات والزائرات، وتحسين تجربتهن الدينية والثقافية في الحرم المكي. ويعتبر إطلاق برنامج معين خطوة مهمة ضمن جهود الرئاسة العامة لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي لتقديم رعاية شاملة لجميع قاصدي المسجدين.

الحدث جرى الإعلان عنه مؤخراً في مكة المكرمة، ويأتي في سياق سعي الرئاسة إلى مواكبة التطورات الحديثة في تقديم الخدمات الدينية، وتلبية احتياجات المعتمرات المتزايدة من مختلف أنحاء العالم. وتركز الرئاسة بشكل خاص على تطوير الخدمات المخصصة للنساء، انطلاقاً من أهمية دورهن في المجتمع وأسرتهن. وتشمل هذه الجهود تقديم محتوى إرشادي متنوع بلغات مختلفة.

برنامج معين: تطوير الخدمات الإرشادية للمرأة في المسجد الحرام

يعتبر إطلاق برنامج “معين” تجسيداً لرؤية الرئاسة العامة لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي في تحقيق الريادة في الخدمات المقدمة لقاصدي المسجدين. ويهدف البرنامج بشكل أساسي إلى تدريب وتأهيل الكادر الإرشادي النسائي، وتزويدهن بالمهارات والمعارف اللازمة للتعامل مع استفسارات واحتياجات المعتمرات. يشمل التدريب الجوانب الشرعية، والتاريخية، والثقافية المتعلقة بالحرمين الشريفين.

أهداف البرنامج وآليات العمل

ترتكز أهداف برنامج “معين” على عدة محاور رئيسية، وفقاً لما صرحت به وكالة الشؤون النسائية. من أهم هذه المحاور، زيادة الوعي الديني والثقافي لدى المعتمرات، وتعزيز قيمهن الإسلامية. كما يهدف البرنامج إلى تقديم الدعم والإرشاد اللازمين للمعتمرات في أداء مناسكهن بسهولة ويسر.

وتعتمد آليات عمل البرنامج على عدة عناصر، منها: إعداد برامج تدريبية متخصصة للكادر الإرشادي النسائي، وتوفير المواد الإرشادية المتنوعة بلغات مختلفة، والاستفادة من التقنيات الحديثة في تقديم الخدمات الإرشادية، مثل التطبيقات الذكية والمواقع الإلكترونية. بالإضافة إلى ذلك، يحرص البرنامج على التواصل المستمر مع المعتمرات من خلال تنظيم المحاضرات والندوات والورش التدريبية.

يعمل البرنامج أيضاً على تطوير آليات جمع ملاحظات المعتمرات وتقييم الخدمات المقدمة لهن، بهدف تحسينها وتطويرها باستمرار. ويتم ذلك من خلال استطلاعات الرأي، وصناديق الاقتراحات، والزيارات الميدانية. وتأتي هذه الخطوة في إطار حرص الرئاسة على ضمان جودة الخدمات المقدمة ورضا المستفيدين.

الخدمات الميدانية تلعب دوراً محورياً في برنامج معين، حيث سيتم توزيع الكادر الإرشادي النسائي في أرجاء المسجد الحرام لتقديم المساعدة والإرشاد المباشر للمعتمرات. يشمل ذلك الإجابة على استفساراتهن، وتوجيههن إلى الأماكن المخصصة لهن، وتقديم المعلومات اللازمة حول المناسك والأماكن التاريخية.

وتشير مصادر في الرئاسة العامة لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي إلى أن البرنامج ينسجم مع جهود المملكة العربية السعودية في مجال رؤية 2030، والتي تهدف إلى تحسين تجربة الحجاج والمعتمرين، وتعزيز مكانة المملكة كقبلة للمسلمين حول العالم. ويركز جزء من رؤية 2030 على تطوير البنية التحتية للخدمات الدينية والثقافية.

وعلاوة على ذلك، يساهم برنامج معين في دعم جهود المملكة في مجال تمكين المرأة، من خلال إتاحة الفرصة لهن للمشاركة في خدمة الحرمين الشريفين، وتطوير مهاراتهن وقدراتهن. تولي المملكة اهتماماً خاصاً بتمكين المرأة في جميع المجالات، بما في ذلك المجال الديني.

يأتي هذا البرنامج كجزء من سلسلة مبادرات تهدف إلى تطوير الخدمات المتكاملة المقدمة للمعتمرات والزائرات في المسجد الحرام. وتضمنت هذه المبادرات توفير مواقف خاصة، وأماكن مخصصة للصلاة، ودورات مياه مجهزة، وخدمات الإسعافات الأولية. بينما يتم الاهتمام بجميع جوانب الراحة والرفاهية للمعتمرات، يركز “معين” تحديداً على الجانب الإرشادي والتوعوي.

من المتوقع أن يشهد برنامج معين توسعات مستقبلية لتشمل مجالات جديدة، مثل تقديم الخدمات الإرشادية عن بُعد من خلال التطبيقات الذكية ووسائل التواصل الاجتماعي. كما قد يتم إضافة لغات جديدة للمواد الإرشادية، لتلبية احتياجات المعتمرات من مختلف الجنسيات والثقافات.

في الختام، يعتبر إطلاق برنامج معين خطوة هامة نحو تحقيق هدف الرئاسة العامة لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي في تقديم خدمات متميزة للمعتمرات، وتعزيز تجربتهن الدينية والثقافية في الحرم المكي. ومن المقرر تقديم تقرير شامل حول نتائج البرنامج وتأثيره على جودة الخدمات الإرشادية في غضون ستة أشهر، مع الأخذ في الاعتبار التحديات المحتملة التي قد تواجه البرنامج.

شاركها.