أعلنت وزارة الموارد البشرية والتنمية الاجتماعية في المملكة العربية السعودية عن تجاوزها الأهداف المحددة لبرامجها الهادفة إلى تمكين مستفيدي الضمان الاجتماعي. وقد بلغ عدد المستفيدين المُمكَّنين حتى نهاية الربع الثالث من عام 2025م نحو 77,568 مستفيدًا، متجاوزًا بذلك العدد المستهدف، مما يعكس نجاح مبادرات التمكين في تحسين فرصهم في سوق العمل. تهدف هذه البرامج إلى إحداث نقلة نوعية في حياة المستفيدين.
وتشمل هذه المبادرات مسارين رئيسيين: مسار التمكين ومسار التدريب. وقد استفاد من مسار التدريب حتى الآن 21,137 مستفيدًا، وهو أيضًا رقم يتجاوز التوقعات الأولية. تأتي هذه النتائج في إطار رؤية المملكة 2030 التي تركز على تنويع مصادر الدخل وتعزيز الاستدامة الاقتصادية.
برامج التمكين: نحو استقلالية اقتصادية لمستفيدي الضمان الاجتماعي
تعتبر برامج التمكين جزءًا أساسيًا من استراتيجية وزارة الموارد البشرية والتنمية الاجتماعية لتطوير منظومة الضمان الاجتماعي. تهدف هذه البرامج إلى الانتقال بالمستفيدين من الاعتماد على المساعدات إلى تحقيق الاكتفاء الذاتي والمساهمة الفعالة في بناء الاقتصاد الوطني. وتعتمد هذه الاستراتيجية على فهم دقيق لاحتياجات المستفيدين وتوفير الدعم المناسب لهم.
مسار التمكين: دعم المشاريع الصغيرة والمتوسطة
يركز مسار التمكين على دعم المستفيدين في إنشاء وإدارة مشاريعهم الصغيرة والمتوسطة. وتشمل هذه الدعم توفير التمويل اللازم، وتقديم الاستشارات الفنية والإدارية، وتسهيل الوصول إلى الأسواق. كما يهدف إلى تعزيز ثقافة ريادة الأعمال بين المستفيدين.
وفقًا للوزارة، فإن تجاوز العدد المستهدف في مسار التمكين يعكس الإقبال الكبير من المستفيدين على هذه المبادرة. ويشير ذلك إلى وجود رغبة حقيقية لدى المستفيدين في تحقيق الاستقلالية المالية والمساهمة في التنمية الاقتصادية. وتعتبر المشاريع الصغيرة والمتوسطة محركًا رئيسيًا للنمو الاقتصادي وتوفير فرص العمل.
مسار التدريب: تطوير المهارات المطلوبة في سوق العمل
يهدف مسار التدريب إلى تزويد المستفيدين بالمهارات العملية والتقنية التي يحتاجونها للاندماج في سوق العمل. وتشمل هذه التدريبات دورات في مجالات متنوعة مثل الحاسوب، واللغة الإنجليزية، والمهارات الإدارية، والمهن الفنية. ويتم تصميم هذه الدورات بالتعاون مع القطاع الخاص لتلبية احتياجات سوق العمل الفعلية.
أشارت الوزارة إلى أن زيادة عدد المستفيدين في مسار التدريب يعكس فعالية البرامج التدريبية المنفذة في مختلف مناطق المملكة. وتؤكد هذه النتائج على أهمية الاستثمار في تطوير المهارات البشرية كركيزة أساسية للتنمية المستدامة. وتشمل مبادرات التدريب أيضًا برامج للتأهيل لاجتياز الاختبارات المهنية والحصول على الشهادات المعتمدة.
بالإضافة إلى برامج التمكين والتدريب، تقدم وزارة الموارد البشرية والتنمية الاجتماعية حزمة من الخدمات الأخرى لمستفيدي الضمان الاجتماعي، مثل خدمات الإرشاد والتوجيه المهني، وخدمات التوظيف، وخدمات الرعاية الاجتماعية. تهدف هذه الخدمات إلى تلبية الاحتياجات الشاملة للمستفيدين وتمكينهم من تحقيق حياة كريمة ومستقرة. وتشمل هذه الخدمات أيضًا برامج لدعم الأسر المنتجة وتعزيز دور المرأة في سوق العمل.
وتأتي هذه الجهود في سياق التزام المملكة العربية السعودية بتحقيق أهداف التنمية المستدامة، وخاصة الهدف الأول المتعلق بالقضاء على الفقر بجميع أشكاله. وتعتبر برامج الضمان الاجتماعي والتمكين أدوات فعالة لتحقيق هذا الهدف. وتسعى المملكة إلى بناء مجتمع أكثر عدالة ومساواة، حيث تتاح للجميع فرص متساوية لتحقيق طموحاتهم وأحلامهم.
فيما يتعلق بـ **التوظيف**، تعمل الوزارة بشكل وثيق مع القطاع الخاص لتوفير فرص عمل مناسبة لمستفيدي الضمان الاجتماعي. وتشمل هذه الجهود تنظيم معارض التوظيف، وتقديم حوافز للشركات التي توظف المستفيدين، وتطوير برامج تدريبية مخصصة لتلبية احتياجات الشركات. وتسعى الوزارة إلى زيادة نسبة توظيف المستفيدين في القطاع الخاص.
وتشير التقارير إلى أن هناك تحديات لا تزال تواجه برامج التمكين، مثل صعوبة الوصول إلى التمويل، ونقص الخبرة الإدارية، والمنافسة الشديدة في السوق. ومع ذلك، فإن الوزارة تعمل على معالجة هذه التحديات من خلال تقديم المزيد من الدعم للمستفيدين وتطوير برامج تدريبية متخصصة. كما تسعى إلى تسهيل إجراءات الحصول على التراخيص والتصاريح اللازمة لإنشاء وإدارة المشاريع.
من المتوقع أن تعلن وزارة الموارد البشرية والتنمية الاجتماعية عن تفاصيل خططها المستقبلية لتطوير برامج الضمان الاجتماعي والتمكين في الأشهر القادمة. وتشمل هذه الخطط زيادة الميزانية المخصصة للبرامج، وتوسيع نطاقها لتشمل المزيد من المستفيدين، وتطوير آليات الرصد والتقييم لضمان تحقيق الأهداف المرجوة. وستظل متابعة أداء هذه البرامج وتقييم تأثيرها على حياة المستفيدين أمرًا بالغ الأهمية.






