اختتمت فعاليات “أيام ثقافة الشام” في الرياض فعالياتها الثانية وسط إقبال جماهيري كبير، مسلطة الضوء على التراث والثقافة الغنية للأردن وسوريا وفلسطين ولبنان. تهدف المبادرة، التي تنظمها وزارة الإعلام السعودية، إلى تعزيز التفاهم والاندماج بين الثقافات المتنوعة للمقيمين في المملكة، وتعد جزءًا من برنامج أوسع يغطي 14 ثقافة عالمية. وتشكل هذه الفعاليات فرصة مهمة لتعزيز ثقافة الشام وإبراز مساهمات الجاليات الشامية في المجتمع السعودي.
انطلقت الفعاليات في موقع مخصص بالرياض، واستمرت على مدار يومين، وشهدت عروضًا فنية وثقافية متنوعة. وقد أعلنت وزارة الإعلام عن تنظيم هذه المبادرة كجزء من جهودها لتعزيز التنوع الثقافي في المملكة، وتقديم منصة للجاليات المقيمة لعرض تراثها وتقاليدها. وتأتي هذه المبادرة في سياق رؤية المملكة 2030 التي تهدف إلى بناء مجتمع حيوي ومتسامح.
ثقافة الشام في قلب الرياض: احتفاء بالتراث والهوية
ركز اليوم الثاني من الفعاليات على عرض نماذج حية من ثقافات الأردن وسوريا وفلسطين ولبنان. شملت العروض أداءً للرقصات الشعبية مثل الدبكة والزفة، بالإضافة إلى مواكب احتفالية جابت أرجاء موقع الفعالية. وقد تفاعل الجمهور بشكل كبير مع هذه العروض، مما يعكس تقديرهم للتراث الثقافي الغني لهذه البلدان.
عروض فنية وثقافية متنوعة
لم تقتصر الفعاليات على العروض التقليدية، بل شملت أيضًا عروضًا لفريق السيرك 360، مما أضفى جوًا من المرح والإثارة على الأجواء. بالإضافة إلى ذلك، استضاف مسرح الفعالية فقرات فنية متنوعة جذبت انتباه الزوار. وقد ساهمت هذه التشكيلة المتنوعة من العروض في جذب جمهور واسع من مختلف الفئات العمرية.
إقبال على الأجنحة التراثية
شهدت الأجنحة التراثية والثقافية إقبالًا لافتًا من الزوار الراغبين في التعرف على ملامح الثقافة الشامية، بما في ذلك الأزياء التقليدية والفنون الشعبية. كما أتيحت للزوار فرصة تذوق الأطباق التقليدية التي تعكس غنى المطبخ الشامي. وقد أشاد الزوار بالتنظيم الجيد للفعاليات وتنوع الأنشطة المقدمة.
أعرب العديد من المشاركين في الفعاليات عن شكرهم وتقديرهم للمملكة العربية السعودية على تنظيم هذه المبادرة. وأكدوا على أهمية هذه الفعاليات في تعزيز التواصل بين الجاليات المقيمة في المملكة، وعكس ثقافات بلادهم وتراثها الشعبي. ويرى المشاركون أن المبادرة أصبحت منصة مهمة لتبادل الخبرات وتعزيز التفاهم المتبادل.
تأتي هذه الفعاليات في إطار جهود المملكة لتعزيز التسامح والتعايش بين الثقافات المختلفة. وتسعى المملكة إلى بناء مجتمع متنوع ومتسامح، يرحب بالجميع ويقدر مساهماتهم. وتعتبر الفعاليات الثقافية أحد الأدوات الهامة لتحقيق هذا الهدف.
بالإضافة إلى ذلك، تساهم هذه المبادرة في تعزيز السياحة الثقافية في المملكة. وتجذب الفعاليات الثقافية الزوار من داخل وخارج المملكة، مما يعزز الاقتصاد المحلي ويدعم قطاع السياحة. وتشير التقارير إلى أن السياحة الثقافية تشهد نموًا متزايدًا في المملكة.
وتشمل مبادرة “أيام ثقافة الشام” جزءًا من برنامج أوسع يهدف إلى تسليط الضوء على 14 ثقافة عالمية تمثل المقيمين في المملكة. ويستعرض البرنامج جوانب مختلفة من حياة المقيمين، بما في ذلك حياتهم المهنية والعائلية وأنشطتهم الاجتماعية والترفيهية. ويهدف البرنامج إلى تعزيز التكامل والانسجام بين المقيمين والمجتمع السعودي.
أعلنت وزارة الإعلام أن الفعاليات ستختتم غدًا بعدد من الفعاليات الختامية. ومن المتوقع أن تشمل الفعاليات الختامية عروضًا فنية وثقافية إضافية، بالإضافة إلى تكريم المشاركين في الفعاليات. وسيتم تقييم نتائج الفعاليات لتحديد الخطوات المستقبلية.
من المقرر أن تستمر وزارة الإعلام في تنظيم فعاليات مماثلة في المستقبل، بهدف تعزيز التنوع الثقافي في المملكة. وسيتم التركيز على تقديم فعاليات متنوعة تلبي اهتمامات مختلف الفئات العمرية والثقافية. ومن المتوقع أن تشهد هذه الفعاليات إقبالًا كبيرًا من الجمهور.
يبقى أن نرى كيف ستتطور هذه المبادرة في المستقبل، وما هي الثقافات الأخرى التي سيتم تسليط الضوء عليها. ومع ذلك، فإن النجاح الذي حققته “أيام ثقافة الشام” يشير إلى أن هذه المبادرة لديها القدرة على أن تصبح منصة مهمة لتعزيز التفاهم والاندماج بين الثقافات المختلفة في المملكة العربية السعودية.






