دخلت علامة JAY3LLE للأزياء الرياضية الفاخرة، المنبثقة من نيويورك وباريس، مرحلة جديدة بانتقال مقرها الرئيسي إلى الرياض في نوفمبر. ومع تعيين الأميرة نورة بنت فيصل آل سعود رئيسةً تنفيذية، تتحوّل خطوة العلامة إلى جزء من تجربة أوسع تخوضها المملكة العربية السعودية لبناء عاصمة عالمية للأزياء الفاخرة من قلب الخليج العربي.
JAY3LLE، التي أسسها السويديان يوهان وبلو ليندبرغ -أصحاب البصمة في عالم الأزاء بما في ذلك تأسيس علامات “DIESEL” و”J.Lindeberg” و”BLK DNM”- تجد نفسها اليوم أمام سوق محلية طموحة لكنه غير مختبرة بعد، فمع أنها جذبت بالفعل ماركات أزياء عالمية، مستفيدةً من جيل شاب واسع وقوة شرائية متنامية، غير أن إطلاق علامة من المحلية إلى العالمية يظل رهاناً محفوفاً بالتحديات.
محاكاة المملكة المتجددة
الأميرة نورة ليست دخيلة على القطاع؛ فقد ساهمت في صياغة الاستراتيجية الوطنية الأولى للأزياء. كما يسلّط اختيارها لقيادة العلامة الضوء على قوة التمثيل النسائي في القطاعات الإبداعية، وفي صناعة تُعرف بالتنافس الشديد.
تقول الأميرة نورة: “إننا بصدد رسم هوية العلامة برؤيةٍ استراتيجية واضحة، تستفيد من الإمكانات الفريدة للمملكة في مرحلتها المتجددة، وتعكس طموحات الجيل الجديد وطاقاتهم الإبداعية”.
وينوّه يوهان ليندبرغ، المدير الإبداعي والمؤسس المشارك لدى العلامة، بأن “انضمام سيدتين موهوبتين مثل سمو الأميرة نورة وبلو، يشجعنا على تقديم علامتنا من منظور أنثوي يلبي تطلعات عاشقات الموضة”.
لهذه الأسباب اخترنا الرياض
اختيار الرياض كمقرّ رئيسي للعلامة لم يكن صدفة. فالعاصمة السعودية “تشهد اليوم زخماً اقتصادياً وثقافياً مدعوماً برؤية 2030، وتمثل بيئة خصبة للعلامات الطموحة التي تبحث عن التوسع والاستدامة”، بحسب الأميرة نورة.
أمّا من الناحية السوقية؛ “فتُعدُّ السوق السعودية الأكبر من حيث القوة الشرائية في المنطقة، وتحتضن جيل الشباب والجيل Z كقوة محركة في توجهات الموضة. كذلك، فإن بنية الرياض اللوجستية المتطورة تُمكّن JAY3LLE من الوصول إلى أسواق الخليج والشرق الأوسط بسهولة”.
وتتسابق العلامات الفاخرة على أسواق الخليج، بما في ذلك المملكة التي استحوذت في 2024 على أكثر من 50% من مبيعات السلع الفاخرة في المنطقة، وفق تقديرات “باين آند كومباني”.
التوأمة مع الغولف
منذ تأسيسها، استمدّت JAY3LLE إلهامها من رياضة الغولف، بما يتماشى مع الزخم الذي تشهده هذه الرياضة. وتُعدُّ “غولف السعودية” أحد المستثمرين الرئيسيين في العلامة التجارية.
وتشير الأميرة نورة إلى شراكة العلامة مع “غولف السعودية”، باعتبارها “ليست مجرد استثمار مالي، بل شراكة استراتيجية في دعم الثقافة والرياضة، وتوظيف الغولف كمنصة تلاقٍ بين الأناقة والابتكار”.
اقرأ أيضاً: هكذا يدعم الصندوق السيادي السعودي لعبة الغولف النسائية
وبينما تدرس دخول رياضات الأخرى كالتنس أو البادل، وحتى استلهام عناصر من الرياضات السعودية والعربية، بحسب الرئيسة التنفيذية؛ “تُبقي JAY3LLE على أسلوب ديناميكي، لا يقوم على نسخ صيغ الموسم التقليدية، بل لإطلاق مجموعاتها وفق رؤيتها الخاصة وترابطها مع نمط الحياة”.
التوسع والرهان على الخليج وآسيا
خطة العلامة لا تقف عند حدود السعودية أو الخليج، بل تتطلع نحو آسيا والدول التي تحظى بحضور قوي للرياضات الراقية وفي مقدمتها الغولف.
ورغم عدم إفصاحها عن حجم الاستثمارات المرصودة للتوسع، إلاّ أن الأميرة نورة تؤكد أنها “كافية وطموحة لتعكس التزامنا الراسخ بتنمية العلامة وتعزيز حضورها محلياً وإقليمياً حتى عام 2030. نركز على بناء قاعدة قوية للعلامة في الرياض وتوسيع حضورها عالمياً بطريقة مدروسة”.
الخطة.. تحقيق توسع تدريجي في السوق السعودية ومن ثم الخليجية، مع خطوات مدروسة نحو أسواق عالمية مختارة. كما “نعتمد على وسائل التواصل الاجتماعي للوصول إلى المستهلكين، إلى جانب إطلاق موقعنا الإلكتروني كمنصة لعرض وبيع القطع، بما يضمن وصول العلامة إلى جمهور أوسع محلياً وعالمياً. إضافةً إلى ذلك، ندرس بناء شراكات استراتيجية مع أسماء بارزة في عالم الأزياء لدعم حضورنا في الأسواق المستهدفة”.
قصة بدأت للتوّ
لكن الدرب أمام JAY3LLE محفوف بالتحدي، فهي تواجه منافسة في قطاع الأزياء الرياضية الفاخرة من علامات عريقة. لذا، فإن المكانة التي تطمح إليها هي أن تكون “علامة فريدة في الفخامة العصرية؛ فالقطع لدينا ليست مجرد أزياء للغولف أو أنشطة المنتجعات، بل تصميمات متنوعة الاستخدام تجمع بين الأناقة والعملية، لتناسب أسلوب الحياة العصري سواء في الرياضة أو في الحياة اليومية”.
أمّا محاور تحقيق الرؤية، فتقوم على “بناء فريق قوي ومؤهل يتمتع بالقدرة على الابتكار والتنفيذ بكفاءة عالية، مع الالتزام بالشفافية وروح العمل الجماعي لتحقيق أهداف واضحة وطموحة. كما أركز بشكل خاص على الاستثمار في المواهب المحلية ونقل المعرفة والخبرات العالمية إليهم، بما يضمن استدامة العلامة وتعزيز قدرتها التنافسية على المدى الطويل، وفقاً للأميرة نورة بنت فيصل.
وتختم: “تنسجم رؤيتنا بشكل كامل مع رؤية المملكة 2030 في تمكين القطاعات الإبداعية وتطوير الاقتصاد الإبداعي. نحرص على أن يكون للعلامة حضور محلي راسخ، إلى جانب خطة توسع عالمية مدروسة تضمن دخول أسواق مختلفة ودعم استمراريتها ونموها المستقبلي”.