سيلتقي الرئيس السوري أحمد الشرع نظيره الروسي فلاديمير بوتين للمرة الأولى، بينما يسعى البلدان إلى إعادة بناء العلاقات بينهما، بعد الإطاحة بالرئيس السوري السابق بشار الأسد، الحليف الرئيسي للكرملين.

كانت موسكو قد خططت مبدئياً لعقد مؤتمر روسي عربي يوم الأربعاء، لكنها ألغت الحدث بعد أن أكد عدد قليل فقط من القادة العرب، بينهم الشرع، مشاركتهم.

وقالت وكالة الأنباء السورية الرسمية “سانا” إن الشرع سيغادر إلى روسيا يوم الأربعاء في أول زيارة رسمية له إلى البلاد، حيث سيلتقي بوتين. وأضافت أن الزعيمين سيناقشان سبل تطوير التعاون الثنائي، إلى جانب التطورات الإقليمية والدولية.

في أواخر يوليو، اجتمع بوتين بوزير الخارجية السوري أسعد الشيباني، الذي وصف اللقاء في العاصمة الروسية بأنه “بداية عصر جديد من التفاهم السياسي والعسكري بين دمشق وموسكو”. وقال الرئيس الروسي خلال اللقاء، إن بلاده ملتزمة بدعم إعادة إعمار سوريا التي مزقتها الحرب.

تعامل روسيا مع النظام الجديد

دعمت روسيا الأسد خلال الحرب الأهلية السورية التي اندلعت عام 2011، مستهدفة المناطق الخاضعة لسيطرة المعارضة بضربات جوية صنّفتها لجنة تابعة للأمم المتحدة لاحقاً كجرائم حرب.

ومع ذلك، لم تتدخل القوات الروسية عندما قاد الشرع في ديسمبر، جماعة “هيئة تحرير الشام” ذات التوجه الإسلاموي، في انتفاضة أطاحت سريعاً بنظام الأسد الذي حكم البلاد لفترة طويلة.

وفي يناير، قالت الحكومة السورية الجديدة إنها طالبت وفداً من الكرملين بتعويضات. وفي اتصال مع الشرع في الشهر التالي، تعهّد بوتين بتقديم مساعدات إنسانية وأعلن استعداد موسكو لإعادة النظر في الاتفاقات الموقعة مع نظام الأسد.

موسكو تسعى للحفاظ على نفوذها في سوريا

بعد حرب أهلية مدمّرة بدأت باحتجاجات مؤيدة للديمقراطية في عام 2011، تسعى سوريا الآن للحصول على دعم المجتمع الدولي لإنعاش اقتصادها. وتحاول موسكو الاحتفاظ بسيطرتها على قاعدتين عسكريتين حيويتين في سوريا، هما ميناء طرطوس البحري وقاعدة حميميم الجوية.

من جانب آخر، تسعى الولايات المتحدة وأوروبا إلى ضم سوريا إلى الفلك الغربي، وتقليص نفوذ إيران وروسيا، الداعمين الرئيسيين للأسد. وعندما دخلت قوات الشرع إلى دمشق بعد تقدم خاطف من محافظة إدلب الشمالية في أواخر نوفمبر، منح بوتين الأسد اللجوء السياسي بعدما فرّ إلى موسكو.

لقاءات ترمب والشرع ودعم أميركي مشروط

التقى الرئيس الأميركي دونالد ترمب بالشرع في السعودية في مايو، ثم لفترة وجيزة الشهر الماضي في نيويورك على هامش اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة. وقد خفّف ترمب من العقوبات الاقتصادية المفروضة على سوريا، رغم أن بعضها لا يزال يتطلب موافقة الكونغرس لرفعها نهائياً. كما ألغى الاتحاد الأوروبي جميع العقوبات الاقتصادية المتبقية على البلاد.

وقال بوتين خلال اجتماعه مع الشيباني إن روسيا ستساعد سوريا على استعادة الاستقرار، مؤكداً “الرفض القاطع” لبلاده لأي تدخل إسرائيلي في سوريا.

تدخّلت إسرائيل سريعاً في الساحة السورية بعد الإطاحة بالأسد، إذ شنّت سلسلة من الغارات الجوية على مواقع لتخزين الأسلحة، ووسّعت احتلالها الأراضي في جنوب غرب البلاد. كما تدخلت تحت ذريعة الدفاع عن الطائفة الدرزية بعد اندلاع اشتباكات عنيفة بين أبناء الأقلية وقوات محسوبة على الحكومة.

شاركها.