أعلن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين يوم الجمعة أن قوات بلاده تحقق تقدماً في أوكرانيا، معرباً عن ثقته في أن روسيا ستحقق أهدافها العسكرية إذا لم توافق أوكرانيا على شروطها خلال المفاوضات المحتملة. يأتي هذا التصريح في ظل استمرار الحرب وتلقي أوكرانيا دعماً مالياً كبيراً من الاتحاد الأوروبي، مما يثير تساؤلات حول مستقبل الصراع و احتمالات التوصل إلى حل سلمي. هذا التطور يضع الضوء على الحرب في أوكرانيا و مسارها المتوقع.

تصريحات بوتين بشأن التقدم العسكري و مستقبل الحرب في أوكرانيا

أفاد بوتين، خلال مؤتمره الصحفي السنوي، بأن “قواتنا تحقق تقدماً على طول خط التماس، بوتيرة أسرع في بعض المناطق وأبطأ في مناطق أخرى، لكن العدو يتراجع في جميع القطاعات”. وشدد على أن روسيا تفضل تحقيق أهدافها من خلال الحوار الدبلوماسي، لكنها ستلجأ إلى القوة العسكرية إذا رفضت كييف وداعموها الغربيون إجراء مفاوضات جادة.

في الوقت نفسه، أعلنت المفوضية الأوروبية عن اتفاق لتوفير حزمة قروض لأوكرانيا بقيمة تزيد عن 105 مليارات دولار، في خطوة تهدف إلى دعم الاقتصاد الأوكراني المتضرر من الحرب. هذا الدعم المالي الحيوي يمثل شريان حياة لأوكرانيا في مواجهة التحديات الاقتصادية المتزايدة.

رد فعل الرئيس الأوكراني زيلينسكي

عبّر الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي عن امتنانه العميق للاتحاد الأوروبي على هذه الحزمة المالية “الهامة” التي وصفها بأنها “تعزز مرونة أوكرانيا بشكل كبير”. وأضاف في منشور على منصة “إكس” أن ضمان الأمان المالي لأوكرانيا للسنوات القادمة أمر بالغ الأهمية، مع تأكيده على ضرورة تجميد الأصول الروسية.

وتابع زيلينسكي أن هذا الدعم يمثل أيضاً “دفاعاً عن مستقبل القارة” بأكملها. هذا التصريح يعكس رؤية أوكرانيا بأن صراعها ليس مجرد مسألة داخلية، بل يهدد الاستقرار والأمن في أوروبا.

في سياق متصل، صرح بوتين هذا الأسبوع بأن “أهداف العملية العسكرية الخاصة ستتحقق بلا شك”. وأكد أن روسيا تسعى إلى “معالجة الأسباب الجذرية للصراع” من خلال الدبلوماسية، لكنه هدد باستخدام القوة لتحقيق “تحرير الأراضي التاريخية” إذا فشلت هذه الجهود. هذا الخطاب المتصلب يعكس استمرار روسيا في اعتبار الحرب خياراً مشروعاً.

تأتي هذه التصريحات بعدما أعلنت أوكرانيا عن تنفيذها أول هجوم ناجح بطائرة مسيرة تحت الماء على غواصة روسية في نوفوروسيسك، في تطور يشير إلى تصاعد القدرات العسكرية الأوكرانية و توسع نطاق عملياتها.

الجهود الدبلوماسية لتسوية النزاع لم تتوقف، حيث سعت إدارة الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب إلى لعب دور الوساطة بين الطرفين. ومع ذلك، لم تسفر هذه الجهود عن نتائج ملموسة حتى الآن. و تظل قضية الأسرى و المناطق المتنازع عليها من أهم العقبات التي تواجه المفاوضات.

تتركز المناقشات حالياً حول إمكانية عودة روسيا إلى اتفاقية تصدير الحبوب عبر البحر الأسود، والتي انسحبت منها في وقت سابق من هذا العام، مما أدى إلى ارتفاع أسعار الغذاء العالمية. هذا الأمر يمثل نقطة خلاف رئيسية، حيث تتهم روسيا أوكرانيا باستخدام الممر الإنساني لنقل الأسلحة.

الكلمات المفتاحية الثانوية: الدعم المالي، المفاوضات الدبلوماسية، العملية العسكرية الخاصة.

من المتوقع أن يستمر القتال في أوكرانيا خلال الأشهر القادمة، خاصة مع اقتراب فصل الشتاء. كما ستظل مسألة الدعم الغربي لأوكرانيا و الضغوط على روسيا من العوامل الرئيسية التي تؤثر على مسار الحرب. يجب مراقبة التطورات على جبهة القتال و أي مبادرات دبلوماسية جديدة بعناية لتقييم احتمالات التوصل إلى حل سياسي. من المهم أيضاً تتبع تأثير العقوبات الاقتصادية على روسيا و قدرتها على مواصلة الحرب.

شاركها.