صرح الرئيس الإيراني، مسعود بزشكيان، بأن بلاده تخوض ما وصفه بـ “حرب شاملة” مع الولايات المتحدة وإسرائيل وأوروبا. يأتي هذا التصريح في خضم توترات إقليمية متزايدة، ويشير إلى تصاعد في الخطاب الرسمي الإيراني بشأن علاقاتها مع القوى الغربية. وتعتبر هذه التصريحات، التي نشرتها وسائل إعلام إيرانية رسمية يوم السبت، بمثابة إشارة إلى أن إيران ترى نفسها محاصرة وتواجه ضغوطًا متعددة الأوجه من هذه الدول.
تصعيد الخطاب الإيراني وتأثيره على المنطقة
أكد بزشكيان أن القوى الغربية تسعى إلى “إركاع” إيران، مشيرًا إلى أن الصراع الحالي أكثر تعقيدًا من حرب إيران والعراق في الثمانينيات. وأوضح أن بلاده تتعرض لضغوط “من كل زاوية”، تشمل الجوانب المعيشية والثقافية والسياسية والأمنية، وفقًا لما ذكرته صحيفة “تايمز أوف إسرائيل”.
يأتي هذا التصريح في وقت تشهد فيه المنطقة حالة من عدم الاستقرار، خاصة بعد التبادل الناري المحدود بين إيران وإسرائيل في شهر يونيو الماضي. وتشير التقارير إلى أن هذا التبادل أدى إلى خسائر في الأرواح في كلا البلدين، مما زاد من حدة التوتر.
تفاصيل تصريحات الرئيس الإيراني
وفقًا لصحيفة “القدس”، قال بزشكيان إن الحرب الحالية تختلف عن حرب الخليج الأولى من حيث طبيعتها وتعقيداتها. وأضاف أن المواجهة مع العراق كانت واضحة المعالم، حيث كان هناك تبادل مباشر للصواريخ، بينما الوضع الحالي يتسم بالحصار الشامل والضغوط المتعددة.
على الرغم من هذه الضغوط، زعم بزشكيان أن الجيش الإيراني أصبح أقوى بعد الصراع مع إسرائيل في يونيو. وأشار إلى أن القوات المسلحة الإيرانية تمتلك الآن معدات وقوى بشرية أكثر تطورًا، مما يجعلها قادرة على الرد بشكل حاسم على أي هجوم مستقبلي.
في سياق متصل، أعلنت وزارة الخارجية الإيرانية في وقت سابق عن “أضرار بالغة” لحقت بمنشآتها النووية، على الرغم من نفي المرشد الأعلى علي خامنئي لذلك. هذا التناقض في التصريحات يعكس حالة من الغموض والتشوش حول الوضع الفعلي للمنشآت النووية الإيرانية.
ردود الفعل الدولية وتوقعات المستقبل
تأتي تصريحات الرئيس الإيراني قبل اجتماع مرتقب بين رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو والرئيس الأمريكي دونالد ترامب في مار-آ-لاغو هذا الأسبوع. من المتوقع أن يناقش الاجتماع التطورات الأخيرة في المنطقة، بما في ذلك التوترات مع إيران.
في يونيو الماضي، أعلن الرئيس ترامب عن شن هجمات أمريكية على مواقع نووية إيرانية، بما في ذلك فوردو ونتانز وإصفهان. وادعى أن الهدف من هذه الهجمات هو تدمير القدرات النووية الإيرانية وإيقاف التهديد النووي الذي تمثله.
وقد أدى ذلك إلى وقف إطلاق النار بوساطة أمريكية بين إيران وإسرائيل في 24 يونيو. ومع ذلك، لا يزال التوتر قائمًا، وهناك مخاوف من أن يؤدي أي تصعيد جديد إلى مواجهة أوسع نطاقًا.
تعتبر قضية البرنامج النووي الإيراني من القضايا الشائكة التي تثير قلق المجتمع الدولي. وتطالب العديد من الدول بإجراء مفاوضات جادة مع إيران للحد من هذا البرنامج وضمان عدم استخدامه لأغراض عسكرية.
بالإضافة إلى ذلك، تلعب العلاقات الإيرانية الأمريكية دورًا حاسمًا في تحديد مسار التطورات في المنطقة. وتشهد هذه العلاقات حالة من التوتر وعدم الثقة، مما يزيد من صعوبة التوصل إلى حلول للأزمات القائمة.
في الختام، من المتوقع أن تستمر التوترات في المنطقة في ظل استمرار الخلافات بين إيران والقوى الغربية. ويجب مراقبة التطورات عن كثب، خاصة الاجتماع المرتقب بين نتنياهو وترامب، لمعرفة ما إذا كان سيؤدي إلى أي تغيير في السياسات المتبعة. يبقى الوضع غير مؤكد، وهناك احتمال لتصعيد جديد في أي لحظة.






