افتتحت عقود الذهب اليوم الاثنين على سعر 4,228.10 دولارًا للأونصة، بانخفاض قدره 0.4% عن سعر الإغلاق يوم الجمعة البالغ 4,243 دولارًا. وشهد سعر الذهب انخفاضًا طفيفًا في التداول المبكر، مما أثار اهتمامًا في الأسواق المالية حول مستقبل أداء هذا المعدن الثمين. وتعتبر حركة سعر الذهب من المؤشرات الهامة التي تتابعها البنوك المركزية والمستثمرين على حد سواء.

توقعات خفض أسعار الفائدة وتأثيرها على سعر الذهب

من المقرر أن يجتمع أعضاء اللجنة الفيدرالية للسوق المفتوحة، وهي الهيئة المسؤولة عن تحديد السياسة النقدية في الولايات المتحدة، يومي الثلاثاء والأربعاء لمناقشة وتحديد ما إذا كانت ستخفض أسعار الفائدة. تشير التوقعات بشكل كبير إلى احتمال خفض سعر الفائدة بمقدار ربع نقطة مئوية. ووفقًا لـ CME FedWatch، فإن الاحتمالية الحالية لخفض النطاق المستهدف لسعر الفائدة إلى ما بين 3.50% و 3.75% بدلًا من النطاق الحالي بين 3.75% و 4% تبلغ 89.6%.

يعني انخفاض أسعار الفائدة تقليل تكلفة الاقتراض للشركات والمستهلكين، مما قد يشجع على الإنفاق ويحفز النمو الاقتصادي، وبالتالي يؤدي إلى ارتفاع الأسعار. ومع ذلك، هناك مخاوف بشأن خفض أسعار الفائدة في ظل استمرار التضخم فوق هدف البنك المركزي البالغ 2%. أظهر أحدث تقرير لمؤشر أسعار المستهلك الشخصي (PCE) ارتفاعًا في الأسعار بنسبة 2.8% في سبتمبر، مقارنة بـ 2.6% في يونيو ويوليو.

بالإضافة إلى ذلك، يؤدي انخفاض أسعار الفائدة إلى تقليل العائد على الأصول النقدية، مما يجعل الذهب خيارًا أكثر جاذبية للمستثمرين مقارنةً بالأدوات المالية الأخرى. هذا الطلب المتزايد يمكن أن يدعم سعر الذهب على المدى المتوسط والطويل.

أداء الذهب خلال الفترات السابقة

يظهر تحليل أداء الذهب أنه شهد تقلبات ملحوظة خلال الأشهر والسنوات الماضية. سعر الذهب اليوم أقل بنسبة 0.4% من سعر الإغلاق يوم الجمعة، ولكنه لا يزال يظهر مكاسب قوية مقارنة بالفترات السابقة.

  • خلال الأسبوع الماضي: ارتفع بنسبة 0.2%.
  • خلال الشهر الماضي: ارتفع بنسبة 6.2%.
  • خلال العام الماضي: ارتفع بنسبة 61.4%.

في 14 نوفمبر، بلغ مكسب الذهب على أساس سنة كاملة 63.4%. هذه الزيادات الكبيرة تعكس الدور المتزايد للذهب كملاذ آمن في أوقات الأزمات الاقتصادية والجيوسياسية.

فهم أسعار الذهب: السعر الفوري والعقود الآجلة

يتم تداول الذهب بأشكال متعددة، مما يؤدي إلى وجود أسعار مختلفة. السعران الرئيسيان اللذان يجب على المستثمرين معرفتهما هما السعر الفوري (Spot Price) وسعر العقود الآجلة (Gold Futures Prices).

يشير السعر الفوري إلى السعر الحالي للأونصة من الذهب الفعلي كمادة خام، وغالبًا ما تتبع صناديق الاستثمار المتداولة (ETFs) المدعومة بأصول ذهبية فعلية هذا السعر. في المقابل، يكون السعر الفوري أقل من سعر شراء عملات الذهب أو السبائك أو المجوهرات، حيث يتضمن السعر الإجمالي هامش ربح يغطي عمليات التكرير والتسويق والنفقات العامة والتكاليف الأخرى.

بينما تمثل العقود الآجلة اتفاقيات لشراء أو بيع الذهب بسعر محدد في تاريخ مستقبلي. تتميز هذه العقود بسيولة عالية وتداولها في البورصات. يتم تسوية العقود في تاريخ انتهاء صلاحيتها أو قبله، إما من خلال التسوية النقدية أو من خلال التسليم الفعلي للذهب. التسوية النقدية تنطوي على دفع الفرق بين سعر العقد والسعر الفعلي للذهب، في حين أن التسليم يعني أن البائع يرسل الذهب الفعلي إلى المشتري بالسعر المتفق عليه.

يتأثر سعر الذهب الفوري والعقود الآجلة بعوامل العرض والطلب المختلفة، بما في ذلك الأحداث الجيوسياسية، واتجاهات شراء البنوك المركزية، ومعدلات التضخم، وأسعار الفائدة، وإنتاج التعدين. تحليل هذه العوامل يساعد المستثمرين في اتخاذ قرارات مستنيرة.

يُظهر مخطط سعر الذهب أدناه، سواء كنت تتابع سعر الذهب منذ الشهر الماضي أو العام الماضي، الاتجاه الصاعد المستمر لقيمة هذا المعدن الثمين.

ستستمر الأسواق المالية في مراقبة قرار البنك المركزي بخصوص أسعار الفائدة عن كثب. كما يجب على المستثمرين الانتباه إلى البيانات الاقتصادية القادمة، وخاصةً تقارير التضخم، والتي يمكن أن تؤثر بشكل كبير على سعر الذهب. بالإضافة إلى ذلك، فإن التطورات الجيوسياسية ستظل عاملاً رئيسيًا في تحديد الطلب على الذهب كملاذ آمن.

شاركها.