تراجع الذهب من أعلى مستوى قياسي جديد مع انتعاش الدولار بعد أن أعلن الاحتياطي الفيدرالي عن خفض متوقع لأسعار الفائدة، عقب أشهر من الضغوط الشديدة من البيت الأبيض لخفض تكاليف الاقتراض.

في مؤتمره الصحفي الذي أعقب الاجتماع، أشار رئيس مجلس الاحتياطي الفيدرالي، جيروم باول، إلى تزايد علامات الضعف في سوق العمل، وأقرّ بضرورة إدارة مخاطر التضخم المستمر. وكانت تصريحاته أقل تشاؤماً من خطابه الشهر الماضي في ندوة “جاكسون هول”، والذي ساهم في تعزيز توقعات خفض أسعار الفائدة.

اقرأ التفاصيل: “الاحتياطي الفيدرالي” يخفض الفائدة 25 نقطة أساس لأول مرة في عهد ترمب

سوق العمل لم تعد قوية

وقال باول للصحفيين في مؤتمره الصحفي الذي أعقب الاجتماع: “لقد تباطأ الطلب على العمالة، ويبدو أن وتيرة خلق الوظائف الأخيرة أقل من المعدل اللازم للحفاظ على ثبات معدل البطالة”. وأضاف: “لم يعد بإمكاني القول إن سوق العمل قوي جداً”.

اقرأ أيضاً: حمى الذهب الحالية لا علاقة لها بالتضخم.. ولا بالذهب

انتعش الدولار بعد تعليقات باول، مما دفع السبائك إلى الانخفاض بنسبة 1.2% قبل أن يقلص بعض خسائره. وانخفض سعر الذهب الفوري بنسبة 0.8% ليصل إلى 3660 للأونصة اعتباراً من الساعة 4:08 مساءً في نيويورك، عقب تقلبات بين المكاسب والخسائر فور إعلان الاحتياطي الفيدرالي. ارتفع مؤشر الدولار الأميركي بنسبة 0.2%.

سجّل الذهب لفترة وجيزة مستوى قياسياً جديداً عند 3707 دولار للأوقية (الأونصة) عقب قرار الاحتياطي الفيدرالي بخفض أسعار الفائدة، نظراً لأن بيئة أسعار الفائدة المنخفضة عادةً ما تُفيد أصول الملاذ الآمن.

اقرأ أيضاً: أبرز الاستنتاجات من قرار الفيدرالي الأميركي خفض الفائدة

أداء الذهب أفضل من الأسهم

أفاد فرانك مونكام، رئيس التداول الكلي في “بوفالو بايو كوموديتيز”، بأن الذهب يشهد تراجعاً بعد أن تأثر بتداعيات معنويات فئات أصول أخرى، بما في ذلك الأسهم والسندات، حيث عمد المستثمرون إلى جني الأرباح عقب الخفض المتوقع لسعر الفائدة من الاحتياطي الفيدرالي.

لا يزال مؤشر القوة النسبية للسبائك على مدى 14 يوماً – وهو مقياس لزخم الأسعار – فوق مستوى 70 الحرج، مما يُشير إلى ارتفاع الأسعار بسرعة كبيرة مع إقبال الكثيرين على الشراء، وفقاً لمونكام، الذي أضاف أن الذهب عرضة لهذه الأنواع من التصحيحات قصيرة الأجل.

ارتفع سعر الذهب بنحو 40% هذا العام، متجاوزاً مؤشر “إس أند بي 500” وغيره من الأصول، وفي وقت سابق من هذا الشهر تجاوز الذهب ذروته المعدلة للتضخم التي سجلها عام 1980. وقد عززت حالة عدم اليقين التجاري والجيوسياسي المستمرة، إلى جانب مشتريات البنوك المركزية وتدفقاتها إلى صناديق الاستثمار المتداولة، هذا الزخم.

شاركها.