رأى الخبير العسكري والإستراتيجي اللواء فايز الدويري أن بدء الاحتلال الإسرائيلي عملية عسكرية واسعة شمالي الضفة الغربية كان متوقعا بسبب جملة من الأحداث والقرارات والإرهاصات التي كانت تنذر بذلك.

وأوضح الدويري -خلال تحليله المشهد العسكري بالأراضي الفلسطينية المحتلة- أن الإعداد لهذه العملية كان منذ أشهر، وسط مؤشرات كانت توحي بقرب تنفيذها على غرار زيادة عدد الاقتحامات للمخيمات والبلدات الفلسطينية وخاصة جنين ونور شمس وطوباس.

ومن ضمن تلك المؤشرات، سماح وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت بإعادة استخدام سلاح الجو (مسيرات، عمودي، مجنح) بمناطق الضفة، وفق الدويري.

وإضافة إلى ذلك، فقد شهدت الأشهر الأخيرة زيادة في وتيرة اقتحامات المستوطنين للمسجد الأقصى، وحديث وزير الأمن الإسرائيلي إيتمار بن غفير عن ضرورة البدء ببناء معبد يهودي (كنيس) بداخله.

وأشار الخبير العسكري إلى أن قائد المنطقة العسكرية الوسطى بالجيش الإسرائيلي آفي بلوت من خريجي مدرسة تخرج منها وزير المالية المتطرف بتسلئيل سموتريتش، منبها إلى أن الأول كان ينادي بضرورة إجراء مناورة عسكرية شمالي الضفة على غرار ما حدث بغزة.

ولفت الدويري إلى أن مهام المنطقة العسكرية الوسطى مختلفة عن منطقتي الشمال والجنوب، إذ تتولى الدور التنفيذي والقضائي والتشريعي، ولكن ما تفعله يتناقض مع تلك المهام.

وتروج إسرائيل بأن هذه العملية العسكرية تهدف إلى القضاء على بنية المقاومة، في حين قال الدويري إن ما يجري يهدف للقضاء على بنية مقومات الحياة، محذرا في الوقت نفسه من إقدام الجيش على استهداف تلك المخيمات.

وخلص الخبير الإستراتيجي إلى أن “إسرائيل تريد السيطرة على الضفة الغربية، وهذا بداية مخطط التهجير القسري هناك”.

وبشأن الفارق بين قدرات المقاومة بين غزة والضفة، قال الخبير العسكري إن المعطيات الميدانية في الضفة مختلفة، مبينا أن مجموعة من الشباب المقاتلين نظموا أنفسهم هناك ضمن كتائب صغيرة وبقدرات محدودة، لافتا إلى أنه من غير الوارد الدخول بمعارك طاحنة مثلما جرى في قطاع غزة.

ورغم أن غزة محاصرة، إلا أنها -وفق الدويري- كانت تخلو من أي وجود إسرائيلي مما سمح لكتائب القسام -الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية (حماس)- بإنشاء كتائبها المناطقية المختلفة، فضلا عن وحدات أخرى متخصصة في الرصد والمراقبة والإعلام وغيرها.

وأضاف أن غزة بدأت معركتها في 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، ولا تزال المقاومة فيها متماسكة وقادرة على إدارة المعركة الدفاعية بنجاح رغم الضربات العسكرية التي لحقت بها.

شاركها.