قال الخبير العسكري اللواء فايز الدويري إن أحدا لم يكن يتوقع أن تمتد الحرب على قطاع غزة عاما كاملا، مشيرا إلى أن المقاومة في القطاع بدأت تتعايش مع هذا الواقع الذي فاق حتى تصوراتها الأولية للحرب.
وأضاف الدويري أن الأدبيات العسكرية العربية كانت تقول إن إسرائيل لا يمكنها الحرب لأكثر من 90 يوما، مشيرا إلى أن الحرب الحالية أثبتت أن هذه القاعدة تنطبق على الحرب النظامية وليس حربا مع جماعة مقاومة.
ولفت الدويري إلى أن السبب الوحيد لمواصلة إسرائيل حربها طول هذه المدة هو حصولها على دعم من الدول الغربية مضيفا: “عندما يأتي رئيس وزراء بريطانيا على متن طائرة تحمل شحنة صواريخ فهو شريك، وعندما يقول الرئيس الأميركي جو بايدن إنه صهيوني فهو شريك”.
وتابع أن التوقعات كانت تذهب إلى أن الحرب لن تتجاوز 90 يوما بسبب معطيات في مقدمتها الموقف العربي من تدمير القطاع، مضيفا: “ما حدث أننا نعيش واقعا مغايرا عن المتوقع والعالم كله تخلى عن غزة وترك جيش الاحتلال يفعل ما يريد بالقطاع بل وشارك البعض معه في الحرب”.
غزة ضحية الموقفين الغربي والعربي
وأضاف الدويري أن المقاومة لا تزال تواصل القتال من المسافة صفر كلما أتيحت لها الفرصة بعدما فقدت قدرتها على استثمار صواريخ “إم دي” بسبب ابتعاد قوات الاحتلال عن مدياتها.
واعترف الخبير العسكري بأن أحدا لم يكن يتوقع أن يقف العالم والمنطقة العربية صامتين بينما القطاع يباد على هذا النحو عاما كاملا. وقال إن زعيم حركة المقاومة الإسلامية (حماس) يحيى السنوار كان يتحدث في أول الحرب عن جاهزية الحركة لـ9 أشهر من القتال.
وأضاف الدويري “السنوار عندما تحدث عن فترة الـ9 أشهر كان يتحدث عن سقف زمني لا يمكن الوصول إليه لكنه فوجئ بالموقف الدولي والإقليمي الذي يسمح بمواصلة تدمير غزة عاما كاملا”.
وبعد هذا التطور غير المتوقع، يري الدويري أن المقاومة في القطاع تواصل إعادة بناء نفسها من مخلفات الحرب، لكنها عمليا فقدت أهم أسلحتها المتمثلة في المواجهات المباشرة بسبب إعادة قوات الاحتلال تموضعها في مناطق يصعب على المقاومة بلوغها.
بدوره، قال الخبير العسكري العميد إلياس حنا إن إطلاق الصواريخ على تل أبيب بعد عام من القتال، يعني أن المقاومة لا تزال موجودة وأنها لم تخسر وأنها كانت مستعدة على ما يبدو لحرب طويلة الأمد.
وأشار حنا إلى أن هذا الاستعداد يبدو جليا جدا في الأنفاق، وقال إن قذيفة “إلياسين-105” هي نجم هذه المعركة بلا منازع بسبب الخسائر الكبيرة التي ألحقتها بآليات الاحتلال.
وخلص إلى أن ما يجري في خان يونس حاليا هو نقطة تشظي للمنطقة كلها وليس للقطاع وحده، ولفت إلى أن الحرب في غزة طالت العديد من دول المنطقة وصولا إلى إيران.