29/7/2024–|آخر تحديث: 29/7/202411:41 م (بتوقيت مكة المكرمة)
توقع الخبير العسكري والإستراتيجي اللواء فايز الدويري أن يجبر جيش الاحتلال الإسرائيلي خلال 72 ساعة على التراجع من حي تل الهوى الواقع بمدينة غزة شمالي القطاع، وأرجع ذلك إلى شدة عمليات المقاومة وفاعليتها.
وأعلنت كتائب القسام -الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية (حماس)- أنها نفذت عمليات عدة استهدفت جنودا وآليات إسرائيلية في تل الهوى، كما رصد مراسل الجزيرة احتدام المعارك بشكل كبير في الحي وإعلان فصائل المقاومة الاستهداف المباشر لقوات الاحتلال.
وأضاف الدويري -في تحليل للمشهد العسكري بقطاع غزة- أن هناك 4 فرق إسرائيلية تقاتل بدءا من تل الهوى وحتى رفح جنوبي القطاع، وهي فرق 98 و99 و252 و162، لافتا إلى أن القتال محتدم على معظم الجغرافيا، باستثناء المنطقة الشمالية وبعض أجزاء مدينة غزة.
وأوضح الدويري أن الإطار الذي في غلاف غزة عصي على جيش الاحتلال، مشيرا إلى أنه فشل في تحقيق أهدافه في جباليا والشجاعية والزيتون، حيث دخل هذه المناطق عدة مرات دون تحقيق أهدافه.
ويلفت الخبير العسكري إلى أن منطقة تل الهوى تشهد للمرة السادسة دخول قوات الاحتلال، ومن المتوقع أن تجبر على الخروج منها قريبا، كما أشار إلى أن جيش الاحتلال دخل منطقة المخيمات بالجنوب مرتين بفرقة 98 وفشلت، ثم أرسل فرقة 36 وفشلت أيضا.
الأهداف الحقيقية
ويرى الدويري أن الأسباب الحقيقية لهذه التوغلات تكمن في هدف إكمال التدمير وفرض التهجير وإنهاء مقومات الحياة، حيث يسبق كل عملية طلب من السكان بإخلاء المنطقة.
وأشار في هذا السياق إلى تدمير الاحتلال خزان المياه الرئيسي بحي تل السلطان في رفح وهو ما يعكس نهج الجيش المبني على فكر العصابات.
وأشار الدويري إلى أن هناك توجها لدى الاحتلال بمنع أبناء مدينة غزة الذين هجروا من العودة، بحجة تسرب مسلحين، وهو ما يشير إلى عملية تهجير قسري قد تتحول إلى تهجير دائم.
وفي سياق استدلاله على دوافع الاحتلال لتوغلاته المتكررة، أشار الخبير العسكري إلى أنه قام بتدمير كامل للمنازل والمجمعات السكنية في جنوب وشرق مدينة غزة، كما دمر المناطق الزراعية في المنطقة الشرقية، بهدف الوجود المؤقت أو الدائم في تلك المناطق.
وفي تعليقه على عملية قنص جندي إسرائيلي بخان يونس (جنوبي القطاع) التي بثتها كتائب القسام، يرى الدويري أن استخدام القسام فيها ذخائر من مخلفات الحروب كما ذكرت، يعكس قدرتها على استغلال الموارد المتاحة بكفاءة.
وأوضح أن الطلقة المستخدمة كانت من عيار 14.5 مليمترا، مشيرا إلى أن استخدام هذه الطلقات يعكس براعة المقاومة في الاستفادة من الأسلحة المهملة والمتروكة من قبل جنود الاحتلال.
وأشار الدويري إلى أن العملية تضمنت رصدا دقيقا لجنود الاحتلال، ما يعكس مستوى عاليا من التخطيط والتنفيذ، كما تم تحديد أفضل الأماكن جغرافيا لتنفيذ عملية القنص، وهو ما أظهر الاحترافية في تنفيذ العمليات.
وأضاف الدويري أن الروح المعنوية لدى مقاتلي القسام تلعب دورا حاسما في نجاح العمليات، مؤكدا أن القناص الذي نفذ العملية كان يتمتع بثقة عالية نابعة من إيمانه بقضيته.
وأوضح الدويري أن المقاومة لا تعتمد فقط على إعادة تدوير مخلفات الحروب، بل تستخدم أيضا إستراتيجيات إعادة الاستخدام المباشر لها كما حدث في رصاصات القنص التي ظهرت في هذا المقطع.
وأشار الخبير العسكري في هذا السياق إلى أن كتائب القسام تستخدم 3 إستراتيجيات رئيسية: إعادة استخدام المخلفات الجاهزة، وإعادة تدوير المتفجرات، وإعادة استخدام الصواريخ التي تسقطها طائرات الاحتلال.