لم يكن صباح قرية «بنهو» بمركز طهطا بمحافظة سوهاج عاديًا، الهدوء الذي اعتادت عليه الأزقة الصغيرة تمزّق فجأة بصوت صراخ اخترق جدران المنازل، صراخ سيدة تنازع أنفاسها الأخيرة، وصوت طرقٍ حاد يتردد من ماسورة حديدية كانت تُهوي بها يد زوج فقد عقله في لحظة غضب.
داخل غرفة ضيقة تتوسط بيتًا ريفيًا متواضعًا، كانت «م. ع. أ»، ربة منزل في الخامسة والعشرين من عمرها، وحامل في شهرها التاسع، تحاول حماية بطنها المنتفخ بيديها المرتجفتين، بينما العنف ينهال عليها بلا رحمة.
جريمة المحمول بمحافظة سوهاج
ضربة تلو الأخرى، حتى اختلطت صرخاتها بأنين الجنين الذي لم يولد بعد، وسكت كل شيء، تلطخت الجدران ببقع الدم، سقط الهاتف المحمول سبب الكارثة على الأرض محطّمًا، كأنه يعلن نهاية حياة كاملة.
وعندما أدرك الزوج ما اقترفت يداه، جلس إلى جوارها يرتجف، ينظر إلى جثتها المسجّاة والدم يسيل من جبينها على الوسادة البيضاء التي تحوّلت إلى قطعة قانية.
وصل الأهالي بعد لحظات، فوجدوا المشهد مروعًا، زوجة شابة ممددة بلا حراك، ودماؤها تروي الأرض التي كانت تحلم أن يخطو عليها مولودها الأول.
بلاغ عاجل انطلق إلى مركز شرطة طهطا؛ ليهرع رجال المباحث والحماية المدنية إلى المنزل، وفي التحقيقات، جلس الزوج صامتًا لدقائق قبل أن ينفجر بالبكاء ويقول:” كنت عايزها تبطل تمسك الموبايل، كانت بترد عليا بكلمة، معرفتش أتحكم في نفسي”.
اعترف بجريمته كاملة، وقررت النيابة العامة حبسه 4 أيام على ذمة التحقيقات، ليبدأ فصل جديد من مأساة عائلة انكسرت بين جدران بيت واحد، بعدما تحوّل الهاتف الصغير إلى أداة أشعلت غضبًا أنهى حياة أم وطفلها قبل أن يولد.






