انطلقت اليوم مبادرة “الحويّط” في حيّ الظويهرة التاريخي بالدرعية، كجزء من فعاليات موسم الدرعية 2025/2026. تهدف هذه المبادرة إلى تعزيز الارتباط الثقافي لدى الشباب بقيم وتقاليد الدرعية الأصيلة، من خلال تجربة سياحية تعليمية تفاعلية. وتسعى المبادرة إلى إبراز عمق الهوية الوطنية السعودية، وجعل الدرعية وجهة ثقافية وترفيهية متميزة.

شهد حي الظويهرة التاريخي إطلاق برنامج “الحويّط” الذي يركز على تقديم تجربة غامرة للزوار، خاصةً الجيل الشاب، للتعرف على تاريخ الدرعية العريق. تأتي هذه المبادرة ضمن جهود موسم الدرعية لتقديم محتوى ثقافي متنوع، يواكب تطلعات الشباب ويعزز الفخر بالوطن. وتعتبر الدرعية موقعًا تاريخيًا هامًا، مسجلاً على قائمة اليونسكو للتراث العالمي.

برنامج الحويّط: تعزيز السياحة الثقافية في الدرعية

يأتي برنامج “الحويّط” كاستجابة لاهتمام متزايد بتعزيز السياحة الثقافية في المملكة العربية السعودية. فقد شهدت السنوات الأخيرة تحولاً في توجهات السياحة، نحو البحث عن تجارب أصيلة وغنية بالمعلومات الثقافية. وتعتبر الدرعية، بتاريخها العريق كعاصمة للدولة السعودية الأولى، وجهة مثالية لتحقيق هذا الهدف.

مكونات البرنامج وأهدافه

يركز برنامج “الحويّط” على عدة مكونات رئيسية، تشمل جولات إرشادية في حي الظويهرة، وورش عمل تعليمية، وعروضًا فنية تقليدية. تهدف هذه المكونات إلى تعريف الزوار بتاريخ الدرعية، وعادات وتقاليد أهلها، وأهميتها في تشكيل الهوية الوطنية السعودية. بالإضافة إلى ذلك، يسعى البرنامج إلى تشجيع الحرف اليدوية التقليدية، ودعم الحرفيين المحليين.

وتشمل الأنشطة أيضًا عروضًا للقهوة العربية التقليدية، وتقديم الأكلات الشعبية، مما يتيح للزوار تجربة حسية كاملة للثقافة الدرعية. كما يهدف البرنامج إلى توفير منصة للشباب للتعبير عن إبداعاتهم، من خلال تنظيم فعاليات فنية وثقافية يشاركون فيها.

وفقًا لمسؤولي موسم الدرعية، فإن البرنامج يمثل جزءًا من خطة شاملة لتطوير حي الظويهرة التاريخي، وتحويله إلى وجهة سياحية وثقافية جاذبة. وتشمل هذه الخطة ترميم المباني التاريخية، وتطوير البنية التحتية، وتوفير الخدمات اللازمة للزوار.

أهمية حي الظويهرة التاريخي

يعتبر حي الظويهرة من أقدم وأهم أحياء الدرعية، ويتميز بتصميمه المعماري الفريد، الذي يعكس الطراز النجدي التقليدي. وقد تم ترميم العديد من المباني التاريخية في الحي، للحفاظ على شكله الأصلي، وإعادة إحيائه كمركز ثقافي وسياحي. ويضم الحي العديد من المساجد، والمنازل التقليدية، والأسواق القديمة، التي تعكس تاريخ الدرعية العريق.

بالإضافة إلى ذلك، يضم حي الظويهرة العديد من المعالم التاريخية الهامة، مثل قصر الحكم، ومسجد الإمام محمد بن سعود، اللذين يعتبران من أبرز رموز الدرعية. وتعتبر هذه المعالم شاهدًا على تاريخ الدرعية، ودورها في تشكيل الدولة السعودية الحديثة.

وتشير التقارير إلى أن الدرعية التاريخية تشهد إقبالاً متزايدًا من الزوار، سواء من داخل المملكة أو من الخارج. ويرجع ذلك إلى الجهود المبذولة لتطوير المنطقة، وتقديم تجارب سياحية وثقافية متميزة. كما أن موقع الدرعية القريب من العاصمة الرياض، يسهل الوصول إليها، ويزيد من جاذبيتها.

ومع ذلك، يواجه البرنامج تحديات تتعلق بالحفاظ على التوازن بين التنمية السياحية والحفاظ على الطابع التاريخي والثقافي للدرعية. ويتطلب ذلك تخطيطًا دقيقًا، وتنفيذًا فعالاً، ومشاركة مجتمعية واسعة. كما أن توفير الكوادر المؤهلة، القادرة على تقديم تجارب سياحية وثقافية عالية الجودة، يعتبر أمرًا ضروريًا.

بالإضافة إلى الفعاليات الثقافية، يركز موسم الدرعية على تقديم مجموعة متنوعة من الفعاليات الترفيهية، التي تلبي اهتمامات مختلف الفئات العمرية. وتشمل هذه الفعاليات الحفلات الموسيقية، والعروض الرياضية، والمسابقات الثقافية، مما يجعل الدرعية وجهة شاملة للترفيه والثقافة.

من المتوقع أن يشهد موسم الدرعية 2025/2026 إطلاق المزيد من المبادرات والبرامج، التي تهدف إلى تعزيز التراث السعودي، وجذب المزيد من الزوار. وستركز هذه المبادرات على تطوير البنية التحتية، وتحسين الخدمات، وتقديم تجارب سياحية وثقافية مبتكرة. ومن المنتظر أن يتم الإعلان عن تفاصيل هذه المبادرات في الأشهر القادمة.

في الختام، يمثل برنامج “الحويّط” خطوة مهمة نحو تعزيز السياحة الثقافية في الدرعية، وإبراز الهوية الوطنية السعودية. ومن المتوقع أن يساهم هذا البرنامج في جذب المزيد من الزوار، ودعم الاقتصاد المحلي، وتعزيز الفخر بالوطن. وستراقب الجهات المعنية مدى نجاح البرنامج في تحقيق أهدافه، وتقييم تأثيره على المجتمع المحلي، وتحديد الخطوات التالية لتطويره.

شاركها.