أعلن جيش الاحتلال الإسرائيلي -اليوم الخميس- سقوط صاروخ أطلق من اليمن في منطقة مفتوحة خارج إسرائيل، ويعد هذا ثالث صاروخ يُطلق من اليمن باتجاه إسرائيل في أقل من 24 ساعة، في حين توعد وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس الحوثيين بـ”رد قاس”.

وقال الجيش الإسرائيلي إنه أسقط أيضا مسيرتين أطلقتا من اليمن.

من جهتها، أعلنت هيئة عمليات التجارة البحرية البريطانية -اليوم الخميس- أنها تلقت بلاغا عن استهداف سفينة بمقذوف مجهول سقط في البحر الأحمر على بُعد 178 ميلا بحريا شمال غرب مدينة الحديدة اليمنية، في حادثة تعيد التوتر إلى واجهة الملاحة الدولية في المنطقة.

وقالت الهيئة -في بيان- إن “قبطان السفينة أفاد بسقوط مقذوف مجهول في البحر على مسافة قريبة من السفينة، إلى جانب تسجيل تداخل إلكتروني شديد في المنطقة”، مؤكدة أن الطاقم بخير وأن السفينة تواصل رحلتها نحو وجهتها التالية.

ولم تُحدد الجهة المسؤولة عن الهجوم، في حين أشارت الهيئة إلى أن السلطات المختصة فتحت تحقيقا في الحادث، داعية السفن العابرة إلى توخي الحذر والإبلاغ عن أي نشاط مريب.

ويأتي هذا التطور بعد أيام من حادثة مشابهة جنوب غرب مدينة ينبع السعودية، إذ أعلنت الهيئة البريطانية ذاتها أنها تلقت بلاغا من قبطان سفينة -لم تحدد هويتها- عن تناثر شظايا صاروخ مجهول المصدر بالقرب من سفينته، وسماع دوي انفجار قوي، من دون وقوع أضرار.

وتعزز هذه الحوادث المخاوف من عودة الهجمات على السفن التجارية في البحر الأحمر من جماعة أنصار الله (الحوثيين)، رغم تراجعها في الأشهر الماضية، خاصة مع تأكيد الجماعة استمرار حظر عبور السفن الإسرائيلية في البحر الأحمر لحين إنهائها حرب الإبادة بقطاع غزة.

إسرائيل تتوعد

وفي سياق متصل، صعّد وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس من لهجته تجاه الحوثيين، متوعدا إياهم بـ”رد قاس”، مستشهدا بما ورد في العهد القديم. وقال عبر منصة إكس: “الحوثيون يطلقون الصواريخ مجددا على إسرائيل. ضربة الظلام، ضربة الأبكار، سنكمل جميع الضربات العشر”.

وكان الحوثيون قد أعلنوا استهداف مطار بن غوريون بصاروخ باليستي، بعد يوم من اعتراض صاروخين أُطلقا من اليمن. وتوعدت الجماعة المدعومة من إيران بتكثيف هجماتها على إسرائيل، ردا على مقتل رئيس وزرائها و11 مسؤولا آخرين في غارة جوية إسرائيلية على صنعاء الأسبوع الماضي.

اتهامات بالتجسس

وفي تطور آخر، أفاد مسؤول في حكومة صنعاء بأن موظفين أمميين اعتقلهم الحوثيون قبل أيام يُشتبه بتجسسهم لمصلحة إسرائيل والولايات المتحدة. وأوضح أن من تثبت عليه التهمة سيُحال إلى المحاكمة، في حين أكدت الأمم المتحدة أن عددا من موظفيها لا يزالون محتجزين لدى الحوثيين منذ سنوات.

وأعلن المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ -الأحد الماضي- أنّ الحوثيين اعتقلوا 11 على الأقل من موظفي المنظمة بعد غارة إسرائيلية أودت بحياة رئيس حكومة الحوثيين أحمد غالب ناصر الرهوي و9 وزراء ومسؤولين حكوميين، في تصعيد جديد يعكس تعقيد المشهد اليمني وتداخلاته الإقليمية والدولية.

ومن بين المعتقلين موظفون في برنامج الأغذية العالمي ومنظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسف). كما أوقف عشرات آخرون السبت الماضي “للاشتباه في تعاونهم مع إسرائيل”، حسب ما أفاد به مصدر أمني يمني لوكالة الصحافة الفرنسية آنذاك.

وحتى قبل حملة الاعتقالات الأحد، كان الحوثيون يحتجزون 23 من موظفي الأمم المتحدة، بعضهم منذ عام 2021، إضافة إلى آخرين اعتقلوا في يونيو/حزيران 2024 بتهمة الانضمام إلى “شبكة تجسس أميركية إسرائيلية” تعمل تحت غطاء منظمات إنسانية، وهي اتهامات رفضتها الأمم المتحدة بشدة.

شاركها.