|

انسحبت قوات الجيش السوري وقوى الأمن الداخلي اليوم الخميس من جميع المناطق التي دخلتها خلال الأيام الماضية في محافظة السويداء جنوبي البلاد، وفق مراسل الجزيرة، بعد اتفاق ينص على ذلك بين الحكومة ومشايخ عقل الدروز.

وذكرت وكالة الصحافة الفرنسية أن القوات الحكومية تلقت أوامر بالانسحاب قبيل منتصف الليل وأنهت انسحابها فجرا من السويداء، في حين بدأت فصائل محلية درزية بالانتشار في المحافظة.

كذلك قالت مصادر محلية للجزيرة إن فصائل محلية درزية انتشرت في المواقع التي انسحبت منها قوات الجيش السوري وقوى الأمن الداخلي في السويداء.

وأعلنت وزارة الداخلية والشيخ يوسف الجربوع (أحد أبرز 3 مرجعيات روحية في السويداء) مساء أمس الأربعاء التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار نص على إيقاف كل العمليات العسكرية فورا، وتشكيل لجنة مراقبة من الدولة السورية وشيوخ دروز للإشراف على عملية التنفيذ.

وقال مدير العلاقات العامة في وزارة الدفاع السورية عدي العبد الله للجزيرة إن مشايخ العقل والدولة السورية يضمنان تنفيذ الاتفاق، وإن الدولة تعول على ما لمسته من جدية مشايخ العقل وحسهم الوطني.

وبحسب نص بيان وزارة الداخلية، يقضي الاتفاق بوقف فوري وشامل لجميع العمليات العسكرية، ونشر حواجز الأمن الداخلي والشرطة التابعة للدولة السورية بمشاركة منتسبي الشرطة من أبناء محافظة السويداء بهدف تعزيز الأمن وحماية المواطنين.

بيان للهجري

وبعد الانسحاب، قال بيان صادر عن الشيخ حكمت الهجري، أحدِ شيوخ عقل الرئاسة الروحية للمسلمين الموحدين الدروز في سوريا، إن مدينة السويداء بلد منكوب.

وطالب البيان بفتح طريق باتجاه مناطق سيطرة “قوات سوريا الديموقراطية”.

كما توجه البيان إلى العاهل الأردني، طالبا منه فتح معبر حدودي بين السويداء والأردن، قائلا إن هذه الخطوة لها أهمية إنسانية في هذه اللحظات الحرجة.

وعبر البيان عن الأمل في اتخاذ خطوات عاجلة، تسهّل التواصل وتخفف من معاناة المواطنين.

وفجر اليوم الخميس، أعلن الرئيس السوري أحمد الشرع أنه تقرر تكليف فصائل محلية ورجال دين دروز مسؤولية حفظ الأمن في السويداء بعد الإعلان عن وقف إطلاق النار في المحافظة.

وفي معرض شرحه للأسباب التي دفعته إلى سحب القوات الحكومية من السويداء وتسليم الأمن في هذه المحافظة للدروز، أوضح الشرع أن “هذا القرار نابع من إدراكنا العميق لخطورة الموقف على وحدتنا الوطنية وتجنب انزلاق البلاد إلى حرب واسعة جديدة” بعد غارات إسرائيلية طالت مواقع عدة في سوريا، أبرزها السويداء ودمشق.

وأضاف “كنا بين خيارين: الحرب المفتوحة مع الكيان الإسرائيلي على حساب أهلنا الدروز وأمنهم وزعزعة استقرار سوريا والمنطقة بأسرها، وبين فسح المجال لوجهاء ومشايخ الدروز للعودة إلى رشدهم وتغليب المصلحة الوطنية”.

شاركها.