عقدت قيادة الجيش الإسرائيلي سلسلة من الاجتماعات التمهيدية قبيل انعقاد الكابينيت السياسي–الأمني مساء الخميس، لمناقشة مستقبل العمليات في قطاع غزة، وسط مؤشرات على تحوّل محتمل نحو سيناريو احتلال واسع النطاق.

وبحسب ما نقلته وكالة “معا” الفلسطينية، فقد اجتمع وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، مع رئيس أركان الجيش، الجنرال إيال زامير، حيث قدّم الأخير عرضًا مفصلاً للقيادة السياسية حول الخطط العسكرية المحتملة لاحتلال غزة، بما في ذلك تقييم التداعيات الأمنية واللوجستية المرتبطة بهذا الخيار.

التقديرات العسكرية تشير إلى أن أي قرار يصدر عن الكابينيت بشأن عملية احتلال شاملة للقطاع سيحتاج إلى فترة تحضيرية طويلة، تشمل تعبئة مكثفة لقوات الاحتياط، ونشرًا منظمًا للوحدات الميدانية، إلى جانب الاستعداد لإدارة العمليات في بيئة حضرية معقدة.

ومن بين السيناريوهات التي ناقشها الجيش، ضرورة تنفيذ عمليات إجلاء واسعة تشمل ما يقرب من 800 ألف مدني من سكان مدينة غزة، ونقلهم إلى مناطق أخرى جنوب القطاع، وهو ما يُنذر بكارثة إنسانية جديدة في ظل تردي الأوضاع الحالية أصلاً.

في السياق ذاته، ذكرت مصادر قريبة من رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو أنه يميل إلى اتباع مسار تدريجي في التصعيد، يبدأ بفرض طوق عسكري على مدينة غزة، تمهيدًا لاحتمال التوسع لاحقًا نحو سيطرة كاملة على القطاع. هذا التوجه يعكس محاولة للموازنة بين الضغوط الداخلية من شركائه في الحكومة اليمينية المتشددة، والقيود الخارجية المرتبطة بردود الفعل الدولية.

القناة 12 الإسرائيلية كشفت أن تحركات الاحتلال في غزة تجري بتنسيق دقيق مع كل من الولايات المتحدة وروسيا، مشيرة إلى أن نتنياهو أجرى مشاورات خلال الساعات الماضية مع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب والرئيس الروسي فلاديمير بوتين، ضمن مساعٍ للحصول على غطاء سياسي دولي لأي خطوة كبرى في القطاع.

هذه التطورات تأتي وسط حالة من الترقب الشديد داخل الأوساط السياسية والعسكرية الإسرائيلية، حيث تتزايد المؤشرات على أن قرارًا حاسمًا قد يُتخذ قريبًا بشأن مصير غزة، وسط تحذيرات أممية ودولية من تفاقم الكارثة الإنسانية في القطاع المحاصر.

شاركها.