توغل الجيش الإسرائيلي في محيط بلدة بيت جن بريف دمشق جنوبي سوريا، اليوم السبت، في أحدث سلسلة من الانتهاكات المتزايدة للسيادة السورية. يأتي هذا التوغل بعد أيام قليلة من قصف جوي أدى إلى سقوط ضحايا، مما يثير مخاوف بشأن التصعيد المستمر في المنطقة. وتعتبر هذه التطورات جزءًا من نمط متزايد من النشاط الإسرائيلي في الأراضي السورية، مما يضع ضغوطًا إضافية على الاستقرار الإقليمي.
الانتهاكات الإسرائيلية المتكررة للسيادة السورية
وفقًا لوكالة الأنباء السورية (سانا)، توغلت قوة إسرائيلية تتألف من دبابات وآليات في منطقة مفرق باب السد وسرية الدبابات، بالقرب من بلدة بيت جن. وقامت القوات بإطلاق النار في الهواء بهدف ترهيب رعاة المواشي وإبعادهم عن المنطقة. هذا التوغل يمثل استمرارًا للانتهاكات الإسرائيلية التي ازدادت وتيرة منذ نهاية عام 2024.
يأتي هذا التوغل بعد ثمانية أيام من قصف جوي إسرائيلي على بلدة بيت جن، أسفر عن مقتل 13 شخصًا وإصابة العشرات. أفادت التقارير أن القصف استهدف المنطقة بعد توغل قصير للقوات الإسرائيلية، مما أدى إلى اشتباكات مع السكان المحليين الذين حاولوا التصدي للقوة المتوغلة. أسفرت هذه الاشتباكات عن إصابة ستة جنود إسرائيليين.
توسع نطاق التوغلات الإسرائيلية
لم يقتصر التوغل على منطقة بيت جن، حيث أفادت سانا أيضًا بتوغلات إسرائيلية في بلدات صيدا الحانوت وبئر عجم وبريقة بريف القنيطرة الجنوبي، يوم الجمعة. بالإضافة إلى ذلك، استهدفت قوات الجيش الإسرائيلي ريف القنيطرة الجنوبي وأطراف بلدة كويا بريف درعا الغربي بقذائف المدفعية مساء الخميس. يشير هذا التوسع في نطاق التوغلات إلى تصعيد في الأنشطة الإسرائيلية في الأراضي السورية.
منذ نهاية عام 2024، كثفت إسرائيل من توغلاتها الجوية والأرضية في الأراضي السورية، مستهدفةً مواقع عسكرية وأسلحة تابعة للجيش السوري. كما أعلنت إسرائيل من طرف واحد عن انهيار اتفاقية فصل القوات المبرمة مع سوريا عام 1974. تعتبر دمشق هذه التوغلات انتهاكًا لسيادتها وتطالب بوقفها الفوري.
خلفية الصراع وجهود الوساطة
تأتي هذه التطورات في سياق التوترات الإقليمية المتصاعدة. تزعم إسرائيل أن غاراتها تهدف إلى منع إيران من ترسيخ وجودها العسكري في سوريا، وأنها تستهدف أيضًا نقل الأسلحة إلى جماعات مسلحة تعتبرها تهديدًا لأمنها. ومع ذلك، ترفض سوريا هذه الادعاءات وتعتبرها ذريعة للتدخل في شؤونها الداخلية. السيادة السورية هي قضية مركزية في هذا الصراع.
في الأشهر الماضية، عُقدت لقاءات إسرائيلية سورية بوساطة أمريكية، في محاولة للتوصل إلى ترتيبات أمنية تضمن انسحاب إسرائيل من المنطقة السورية العازلة التي احتلتها في ديسمبر 2024. ومع ذلك، لم تسفر هذه اللقاءات عن أي تفاهمات ملموسة حتى الآن. التصعيد الإقليمي يمثل خطرًا متزايدًا.
الوضع الأمني في المنطقة يظل هشًا للغاية. تعتبر المراقبة المستمرة للتوغلات الإسرائيلية والجهود الدبلوماسية ضرورية لتجنب المزيد من التصعيد. تعتمد الاستقرار على التوصل إلى حلول سياسية تضمن احترام سيادة سوريا وتهدئة التوترات الإقليمية. الجيش الإسرائيلي يواصل أنشطته في المنطقة.
من المتوقع أن تستمر الجهود الدبلوماسية بوساطة أمريكية خلال الأسابيع القادمة، بهدف إيجاد حلول للوضع الأمني المتدهور. ومع ذلك، لا يزال من غير الواضح ما إذا كانت هذه الجهود ستنجح في تحقيق تقدم ملموس. يجب مراقبة التطورات على الأرض عن كثب، مع التركيز على أي تغييرات في سلوك الأطراف المعنية. يبقى مستقبل المنطقة غير مؤكدًا.






