أعلن الجيش الإسرائيلي أن عدد القتلى في صفوفه منذ اندلاع الحرب في السابع من أكتوبر 2023 بلغ 1152 جنديًا، مشيرًا إلى أن أكثر من 40% من القتلى تقل أعمارهم عن 21 عامًا، في إحصائية تُعد من الأعلى في تاريخ المؤسسة العسكرية الإسرائيلية منذ حرب لبنان الثانية عام 2006.

ووفق البيان العسكري، فإن غالبية الخسائر سُجلت خلال العمليات البرية في قطاع غزة والمناطق الحدودية الشمالية، في حين قُتل آخرون في حوادث مرتبطة بسقوط طائرات مسيّرة أو اشتباكات مع فصائل فلسطينية مسلّحة. 

وأشار المتحدث باسم الجيش إلى أن «إسرائيل تواجه تحديات غير مسبوقة في بيئة قتال معقدة تتداخل فيها المعارك الميدانية بالحرب النفسية والإعلامية».

يأتي هذا الإعلان في وقت تتصاعد فيه الانتقادات داخل إسرائيل بشأن طول أمد الحرب وارتفاع أعداد القتلى في صفوف الجنود الشباب، إذ عبّرت عائلات القتلى عن استيائها من استمرار العمليات دون وضوح في الأهداف النهائية.

 كما تشهد الساحة السياسية الإسرائيلية انقسامات متنامية بين مؤيدي استمرار الحرب حتى «تحقيق النصر الكامل»، وبين من يدعون إلى وقف فوري لإطلاق النار وإعادة تقييم الإستراتيجية العسكرية.

يرى محللون عسكريون أن الأرقام الأخيرة تعكس العبء الميداني والمعنوي المتزايد على الجيش الإسرائيلي، خاصة في ظل المعارك داخل مناطق حضرية مكتظة في غزة، حيث تتعرض القوات لهجمات مباغتة وكمائن متكررة. كما أن نسبة القتلى من فئة الشباب تشير إلى اعتماد واسع على المجندين الجدد ووحدات الاحتياط، ما قد يؤثر على جاهزية الجيش واستدامة عملياته في المدى الطويل.

إلى جانب الخسائر البشرية، تُظهر استطلاعات الرأي الأخيرة في إسرائيل تراجعًا واضحًا في ثقة الجمهور بالمؤسسة العسكرية، إذ يرى كثيرون أن الأداء الميداني والإستخباراتي لم يكن بمستوى التوقعات. وبحسب مراقبين، فإن القيادة العسكرية تجد نفسها أمام اختبار صعب بين المحافظة على الجبهة الداخلية من الانقسام وبين الحفاظ على هيبة الجيش، في ظل استمرار المواجهة على جبهات متعددة وتزايد الضغوط الدولية.

شاركها.