قال اللواء الإسرائيلي المتقاعد إسحاق بريك، إن الجيش الإسرائيلي فشل في قطاع غزة وتحول إلى أشلاء، محذرا من أن انهيار مفاوضات وقف إطلاق النار سيقود تل أبيب إلى الهاوية.
وأكد بريك -في مقال نشرته له صحيفة معاريف العبرية اليوم الثلاثاء- أن الجيش الإسرائيلي فشل في تحقيق الهدف الذي حددته القيادة السياسية الإسرائيلية المتمثل في تدمير حركة المقاومة الإسلامية (حماس).
وقال إن جنودا إسرائيليين كثيرين قتلوا أو جرحوا خلال القتال في قطاع غزة بسبب السلوك غير السليم وغياب الانضباط العملياتي.
وحذر من أن الوضع مرشح للتدهور إذا لم تبرم إسرائيل اتفاقا مع حماس لوقف القتال وتبادل الأسرى، وقال “قد ينتهي بنا الأمر في قاع الهاوية”.
وحمّل بريك رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، ووزير دفاعه يوآف غالانت، ورئيس الأركان الإسرائيلي هرتسي هاليفي، مسؤولية الفشل في الحرب والفشل في منع هجوم المقاومة الفلسطينية في السابع من أكتوبر/تشرين الأول الماضي.
كما حمّلهم المسؤولية عن تهجير أكثر من 100 ألف شخص من منازلهم في شمال وجنوب البلاد، والدخول في حرب استنزاف مع حماس وحزب الله اللبناني، علاوة على انهيار اقتصاد إسرائيل وعلاقاتها الدولية.
أكاذيب هاغاري
وقال بريك إنه تحدث مع جنود وقادة في الجيش الإسرائيلي يقاتلون في قطاع غزة، وأخبروه أنهم نادرا ما يقاتلون مقاتلي حماس وجها لوجه، وأن الحركة تخوض حرب عصابات، ويخرج عناصرها من الأنفاق، ليهاجموا الدبابات وناقلات الجند الإسرائيلية بالصواريخ المضادة للدروع، ويزرعون الفخاخ والمتفجرات في المنازل، ثم يختفون في الأنفاق.
وأوضح أن الجنود أخبروه أن ما يقوله المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي دانيال هاغاري والمراسلون العسكريون في وسائل الإعلام حول المعارك الصعبة وجها لوجه مع حماس، وسقوط العشرات من مقاتلي الحركة، لا أساس له من الصحة.
وذكر اللواء الإسرائيلي المتقاعد أنه تلقى مؤخرا بيانات وصفها بـ”المروعة” من مدير مستشفى كبير يستقبل جرحى وقتلى الجيش الإسرائيلي، قال إن أكثر من 90% من الجنود أصيبوا بمتفجرات في منازل مفخخة كانوا يفتشونها، ومنهم من أصيبوا بعد استهدافهم بصواريخ مضادة للدروع أو بنيران صديقة.
وقال بريك إن مدير المستشفى -الذي لم يذكر اسمه- أكد أن أقل من 10% فقط قتلوا جراء القتال وجها لوجه مع مقاتلي حماس.
وسبق أن قال مسؤولون إسرائيليون في أكثر من مناسبة إن الجيش يدفع أثمانا باهظة في غزة، ويخوض قتالا شرسا ومعقدا مع مقاتلي الفصائل الفلسطينية.