احتفل العالم برأس السنة الجديدة، ولكن خلف الكواليس، يقف “ملك الكونفيتي” تريب هاينينغ، الذي ينسق منذ ثلاثة عقود إطلاق سحابة ملونة من الأوراق فوق ساحة تايمز سكوير في نيويورك. هذا الحدث السنوي، الذي يشهد مشاركة آلاف المتطوعين، أصبح رمزًا للاحتفال والأمل مع بداية كل عام جديد، ويُعد جزءًا لا يتجزأ من احتفالات الكونفيتي في جميع أنحاء العالم.
تاريخ من البهجة: تنظيم عرض الكونفيتي في تايمز سكوير
بدأ هاينينغ، البالغ من العمر 71 عامًا، مسيرته المهنية في تنظيم الفعاليات الكبيرة في عام 1979، قبل أن يطلق أول عرض للكونفيتي في تايمز سكوير في ليلة رأس السنة عام 1992. ومنذ ذلك الحين، تطور الحدث ليصبح أكثر إبهارًا وتعقيدًا، حيث يتم الآن استخدام ما يصل إلى 3000 رطل من الكونفيتي، معبأة في 75 صندوقًا، لإطلاقها من مبانٍ متعددة حول الساحة.
التحضيرات اللوجستية المعقدة
يتطلب تنظيم هذا الحدث السنوي تنسيقًا دقيقًا مع أكثر من 100 متطوع، يتم توزيعهم على سبعة مبانٍ محيطة بساحة تايمز سكوير. يتم تدريب المتطوعين في “دورة توجيهية لمهندسي توزيع الكونفيتي” في الساعة 7 مساءً، حيث يتم شرح مهامهم ومسؤولياتهم. يتم جمع رسائل الأماني من الجمهور عبر الإنترنت ومن خلال “جدار الأمنيات” في تايمز سكوير، وكتابتها على قطع الكونفيتي الصغيرة.
بالإضافة إلى ذلك، يشارك هاينينغ في تنظيم فعاليات أخرى كبرى، بما في ذلك 18 دورة من السوبر بول وثلاث دورات للألعاب الأولمبية، بالإضافة إلى المؤتمرات الوطنية للحزبين الجمهوري والديمقراطي. هذه الخبرة الواسعة ساهمت في تطوير مهاراته في إدارة الفعاليات الكبيرة والتنسيق مع الفرق المختلفة.
أكثر من مجرد أوراق: الأثر العاطفي للكونفيتي
بالنسبة لهاينينغ، لا يقتصر الأمر على تنظيم عرض بصري مذهل، بل يتعلق أيضًا بالتأثير العاطفي الذي يخلقه الحدث. غالبًا ما يذرف الدموع في كل عام، معبرًا عن شعوره بالامتنان والفخر لكونه جزءًا من هذا الاحتفال العالمي. لقد تأثر بشكل خاص بالرسائل التي يجدها على قطع الكونفيتي، والتي تعبر عن آمال وأحلام الناس.
ذات مرة، وجد رسالة تطلب الشفاء من مرض السرطان، مع رقم هاتف. اتصل هاينينغ بالمرأة، وأخبرها أن رسالتها ستُطلق فوق تايمز سكوير. تأثر هاينينغ بشدة برد فعلها العاطفي، مؤكدًا أن هذه اللحظات تذكره بمدى حظنا جميعًا.
مشاركة المتطوعين العالمية
يستقطب الحدث متطوعين من جميع أنحاء العالم، بما في ذلك من روسيا والسويد والنرويج وإنجلترا وأستراليا ونيوزيلندا. يقول هاينينغ إنه على مر السنين، التقى بأشخاص من جميع أنحاء العالم، مما جعله يشعر بالارتباط العالمي.
في العام الماضي، التقى بعائلة ألمانية زارت نيويورك في عطلة. عرض هاينينغ عليهم الانضمام إلى فريق توزيع الكونفيتي، وكانت تجربتهم لا تُنسى. أعربت الزوجة عن امتنانها لهاينينغ، قائلة إنها كانت أفضل ليلة رأس سنة في حياتهم.
نظرة إلى المستقبل
مع اقتراب عام 2025، يستعد تريب هاينينغ وفريقه لتنظيم عرض كونفيتي آخر مذهل في تايمز سكوير. من المتوقع أن يستمر هذا الحدث في جذب ملايين المشاهدين حول العالم، وأن يظل رمزًا للأمل والتفاؤل مع بداية كل عام جديد. سيستمر هاينينغ في البحث عن طرق جديدة لتحسين الحدث وإضافة المزيد من اللمسات العاطفية التي تجعله مميزًا للغاية. يبقى أن نرى ما إذا كان سيتم إدخال أي تغييرات كبيرة على الحدث في السنوات القادمة، ولكن من المؤكد أنه سيظل حدثًا رئيسيًا في احتفالات رأس السنة الجديدة في جميع أنحاء العالم.






