أفادت دراسة حديثة بأن عدة عوامل قد تؤثر على مسار مرض التصلب المتعدد، بما في ذلك النظام الغذائي، ووزن الجسم، والتاريخ السابق للإصابة بالعدوى الفيروسية. كشفت الدراسة السويدية، التي نشرت نتائجها مؤخرًا، عن وجود ارتباط بين هذه العوامل وتطور المرض، مما يفتح آفاقًا جديدة لفهم أفضل لهذه الحالة العصبية المعقدة. وقد تم نشر هذه النتائج في الرابع عشر من أبريل 2025، مع تحديثات حتى الساعة 10:42 بتوقيت مكة المكرمة.

العوامل المؤثرة في تطور مرض التصلب المتعدد

وفقًا لموقع “أبونيت.دي”، البوابة الرسمية للصيادلة الألمان، فإن الدراسة أبرزت أن الإصابة السابقة بالحمى الغدية، التي تسببها بعض فيروسات الهربس مثل فيروس إبشتاين بار، قد تسرع من تطور التصلب المتعدد. تشير النتائج إلى أن الأفراد الذين أصيبوا بهذه العدوى الفيروسية قد يكونون أكثر عرضة لتطور سريع للمرض.

تأثير العدوى الفيروسية والوزن

أظهرت الدراسة أن الإصابة بالحمى الغدية قد تؤدي إلى استجابة مناعية غير طبيعية، مما يساهم في تلف الغشاء المياليني الذي يغلف الأعصاب، وهو السمة المميزة لمرض التصلب المتعدد. بالإضافة إلى ذلك، وجدت الدراسة أن الحفاظ على وزن طبيعي في مرحلة الشباب يرتبط بمسار مرضي أكثر اعتدالًا، في حين أن زيادة الوزن أو السمنة في سن مبكرة قد تزيد من سرعة تطور المرض.

دور النظام الغذائي

أشارت النتائج أيضًا إلى أن تناول كميات كبيرة من الأسماك قد يكون له تأثير وقائي، حيث ارتبط بمسار مرضي أكثر اعتدالًا. يعتقد الباحثون أن الأحماض الدهنية أوميغا 3 الموجودة في الأسماك قد تلعب دورًا في تقليل الالتهاب وحماية الأعصاب. هذه النتائج تدعم أهمية اتباع نظام غذائي صحي ومتوازن كجزء من إدارة التصلب المتعدد.

فهم التصلب المتعدد وأسبابه

التصلب المتعدد هو مرض التهابي مزمن يؤثر على الجهاز العصبي المركزي، وتحديدًا الدماغ والحبل الشوكي. يحدث هذا المرض نتيجة لتلف الغشاء المياليني، وهو الغطاء الواقي للألياف العصبية، مما يعيق انتقال الإشارات العصبية ويؤدي إلى ظهور مجموعة متنوعة من الأعراض. تشمل هذه الأعراض التعب، ومشاكل في الرؤية، وصعوبة في الحركة والتوازن، ومشاكل إدراكية.

على الرغم من أن السبب الدقيق لمرض التصلب المتعدد لا يزال غير معروف، إلا أنه يعتقد أنه ناتج عن مجموعة من العوامل الوراثية والبيئية. تشمل العوامل البيئية المحتملة العدوى الفيروسية، ونقص فيتامين د، والتعرض لبعض المواد الكيميائية. تعتبر العوامل الوراثية أيضًا مهمة، حيث أن الأفراد الذين لديهم أقارب مصابون بالمرض يكونون أكثر عرضة للإصابة به.

حاليًا، لا يوجد علاج شافٍ لمرض التصلب المتعدد. ومع ذلك، تتوفر علاجات تهدف إلى إدارة الأعراض، وإبطاء تطور المرض، ومنع حدوث نوبات جديدة. تشمل هذه العلاجات الأدوية المعدلة للمرض، والعلاج الطبيعي، والعلاج المهني، والدعم النفسي.

الخطوات المستقبلية والبحث المستمر

تؤكد هذه الدراسة على أهمية إجراء المزيد من البحوث لفهم العوامل التي تؤثر على مسار مرض التصلب المتعدد بشكل أفضل. من المتوقع أن يتم إجراء دراسات إضافية لتقييم تأثير التدخلات الغذائية والعلاجية المختلفة على تطور المرض. كما أن هناك حاجة إلى مزيد من البحث لتحديد الآليات البيولوجية التي تربط بين العدوى الفيروسية، والوزن، والنظام الغذائي، وتطور المرض. من المقرر أن يتم نشر نتائج دراسات متابعة في الربع الأخير من عام 2025، مما قد يوفر رؤى جديدة حول إدارة هذا المرض المعقد.

شاركها.