أعربت رابطة العالم الإسلامي عن إدانة شديدة للهجوم الإرهابي الذي استهدف مدينة سيدني الأسترالية، مؤكدة رفضها القاطع لجميع مظاهر العنف والتطرف. وجاء هذا الموقف في سياق جهود الرابطة المستمرة لمكافحة الإرهاب وتعزيز قيم السلام والتسامح على الصعيدين العالمي والإسلامي.
موقف رابطة العالم الإسلامي الحازم ضد الإرهاب
أدانت رابطة العالم الإسلامي الهجوم الإرهابي في سيدني، معتبرةً إياه جريمة بشعة تتنافى مع القيم الإنسانية والأخلاقية السامية التي يدعو إليها الدين الإسلامي. وأكدت الأمانة العامة للرابطة أن استهداف الأبرياء وترويع الآمنين عملٌ جبانٌ لا يقرّه دين ولا قانون.
وشددت الرابطة على أن هذه الأعمال الإجرامية لا تمثل الإسلام بأي شكل من الأشكال، بل هي تشويه متعمد لصورة الدين الحنيف. وتأتي هذه الإدانة في أعقاب تصاعد المخاوف العالمية بشأن تهديد الجماعات المتطرفة لأمن المجتمعات.
السياق العالمي لجهود مكافحة التطرف
يأتي بيان رابطة العالم الإسلامي في وقت تشهد فيه العديد من الدول تصاعدًا في التحديات الأمنية المرتبطة بالتطرف والعنف. وتواجه أستراليا، على وجه الخصوص، تهديدات إرهابية متزايدة، كما هو الحال في العديد من الدول الغربية الأخرى.
وتعتبر رابطة العالم الإسلامي من أبرز المؤسسات التي تعمل على مواجهة هذه التحديات من خلال تعزيز الحوار بين الأديان والثقافات، وتصحيح المفاهيم الخاطئة عن الإسلام، ودعم المبادرات التي تهدف إلى مكافحة التطرف.
دور “وثيقة مكة المكرمة” في مكافحة التطرف
تستند جهود الرابطة إلى مبادئ “وثيقة مكة المكرمة”، وهي وثيقة تاريخية وقعها أكثر من 1200 عالم ومفتٍ من مختلف أنحاء العالم الإسلامي. وتنص الوثيقة بشكل قاطع على تجريم الإرهاب ورفض العنف بجميع أشكاله، وتدعو إلى التعايش السلمي واحترام سيادة الدول.
وتعتبر الوثيقة مرجعًا هامًا للمؤسسات الإسلامية والحكومات في جهودها لمكافحة التطرف، حيث تقدم إطارًا دينيًا وأخلاقيًا واضحًا لرفض العنف والإرهاب.
أهمية التضامن الدولي في مواجهة التطرف
تؤكد رابطة العالم الإسلامي على أهمية التضامن الدولي في مواجهة خطر الإرهاب، مشيرةً إلى أن هذا التحدي يتطلب جهودًا مشتركة من جميع الدول والمجتمعات.
إن الإرهاب لا يفرق بين دين أو عرق أو جنسية، وهو يهدد أمن واستقرار الجميع. لذلك، من الضروري تعزيز التعاون الأمني والاستخباري، وتبادل المعلومات والخبرات، وتجفيف مصادر تمويل الإرهاب.
بالإضافة إلى ذلك، يجب على المجتمع الدولي أن يعمل على معالجة الأسباب الجذرية للإرهاب، مثل الفقر والظلم والتهميش، وأن يدعم المبادرات التي تهدف إلى تعزيز التنمية المستدامة والحكم الرشيد. كلمة “التطرف” تعتبر من الكلمات المرتبطة بـ الإرهاب.
تعازي الرابطة لأستراليا وتأكيدها على قيم السلام
اختتمت رابطة العالم الإسلامي بيانها بتقديم خالص التعازي والمواساة لأسر الضحايا، وللحكومة والشعب الأسترالي، متمنيةً الشفاء العاجل للمصابين.
وأعربت الرابطة عن أملها في أن يعم الأمن والسلام في جميع أنحاء العالم، وأن تتضافر الجهود الدولية لحماية المجتمعات من آفة الإرهاب وشروره. وتؤكد الرابطة مجددًا على التزامها الراسخ بقيم السلام والتسامح والتعايش السلمي.
من المتوقع أن تستمر رابطة العالم الإسلامي في جهودها الدبلوماسية والتوعوية لمكافحة الإرهاب والتطرف، وأن تعمل على تعزيز الحوار بين الأديان والثقافات. كما من المرجح أن تشارك الرابطة في المؤتمرات والاجتماعات الدولية التي تناقش سبل مكافحة الإرهاب، وأن تقدم مقترحات وتوصيات تساهم في تعزيز الأمن والاستقرار العالميين. وتعتبر قضية “الأمن المجتمعي” من القضايا ذات الصلة بجهود مكافحة الإرهاب.

