استهلت سوق الأسهم السعودية تعاملات اليوم الثلاثاء على انخفاض، في الوقت الذي يترقب فيه المتعاملون آفاق السياسة النقدية الأميركية، والتي يُتوقع أن تتضح معالمها خلال الأسبوع الجاري عبر خطاب لرئيس مجلس الاحتياطي الفيدرالي جيروم باول، والإفصاح عن محضر اجتماع المجلس الشهر الماضي. 

افتتح مؤشر “تاسي” التداولات على تراجع طفيف نسبته 0.1% مسجلاً 10875 نقطة، بضغط من انخفاض أسهم “أرامكو” و”مصرف الراجحي” و”stc”. 

يرى إكرامي عبد الله، كبير المحللين الاقتصاديين لدى صحيفة “الاقتصادية”، أن تلمُّس مسار أسعار الفائدة الأميركية يشكل المحرك الأساسي للسوق السعودية هذا الأسبوع، إذ من المقرر صدور محضر اجتماع مجلس الاحتياطي الفيدرالي لشهر يوليو خلال الأسبوع الجاري، والذي سيتضمن تفاصيل عن أسباب قرار إبقاء الفائدة دون تغيير وآفاقها المستقبلية. فضلاً عن انعقاد ندوة “جاكسون هول” السنوية بنهاية الأسبوع والتي من المقرر أن يتحدث فيها باول. 




 

ولفت خلال مداخلة مع “الشرق” إلى أنه على المستوى المحلي، فإن “الأبرز اليوم هو الأحقية في التوزيعات النقدية لسهمي “أرامكو” و”سابك”، بما يُتوقّع أن يؤثر على المؤشر إلى حد ما”. 

قاعدة سعرية جديدة في البورصة السعودية

بدوره، يَعتبر ثامر السعيد، الرئيس التنفيذي للاستثمار لدي “بي إل إم إيه كابيتال كيه إس إيه” (BLMA Capital KSA)، أن السوق شهدت بالأسبوعين الأخيرين تحسناً في نمط الحركة، رغم أدائها المتراجع منذ مايو الماضي، وبعد أن خسر المؤشر الرئيسي قرابة 10% منذ بداية العام. مشيراً إلى أنه يرى قاعدة سعرية تتشكل، وأن هذه القاعدة ستدفع السوق في الربعين الثالث والرابع لتعويض جزء من الخسائر التي تكبدتها منذ بداية العام.  

وأوضح السعيد: “نحن قريبون من قاعدة سعرية ستُبنى عليها حركة السوق في الربعين الأخيرين، والتي ستشهد تحسناً في الأداء نظراً لعاملين أساسيين: الأول أنه لم يكن هناك تراجع لأرباح الشركات المدرجة في الربع الأخير بشكل ملفت، والثاني أن ثمة إجماع على توقع تراجع أسعار الفائدة مما يقلص جاذبية أدوات الدخل الثابت مثل الصكوك والودائع وغيرها، ويجعل المستثمرين يتحولون صوب استثمارات ذات مخاطر أكبر منها أسواق الأسهم في نهاية المطاف”. 

“جبل عمر” يصعد بعد اتفاق تمويل

على صعيد التحركات الفردية للأسهم، ارتفع سهم “جبل عمر للتطوير” 0.5% تقريباً، بعد أن أعلنت الشركة عن توقيع اتفاقية تسهيلات مرابحة بقيمة ملياري ريال مع “مصرف الراجحي” بغرض إعادة تمويل تسهيلات قائمة بشروط محسّنة.

“الشركة تحاول الاستفادة من خفض الفائدة بواقع 100 نقطة أساس على مدى الفترة الماضية. جبل عمر لديها رافعة مالية مرتفعة، وقيمة ديونها تعادل تقريباً حجم رأس المال وحقوق المساهمين، مما يزيد عليها تكلفة التمويل، والتي بلغت 350 مليون ريال في العام الماضي لها، وتؤثر على أرباحها. وبالتالي التسهيل الجديد قد يحسّن تكلفة التمويل لديها”، بحسب إكرامي عبد الله. 

كما صعد سهم “الشركة السعودية لحلول القوي البشرية-سماسكو” 0.7% تقريباً، بعد أن أقرّ مجلس الإدارة توزيع أرباح نقدية على المساهمين بواقع 0.12 ريال عن النصف الأول من عام 2025.

شاركها.