يقود البنك الأهلي المصري عملية تمويل لتطوير فندق شبرد التاريخي في قلب القاهرة، وذلك من خلال قرض مشترك بقيمة 120 مليون دولار. يأتي هذا التمويل لصالح شركة الشريف للفنادق والسياحة، التابعة لمجموعة الشريف القابضة السعودية، بهدف إتمام أعمال التجديد والتشطيبات في الفندق الذي يُنتظر افتتاحه في يوليو 2027. يُعد هذا المشروع جزءًا من جهود أوسع لتحديث قطاع السياحة في مصر.

تطوير فندق شبرد: تفاصيل التمويل والمستثمر

أكدت مصادر لـ “الشرق” أن البنك الأهلي المصري يتولى إدارة القرض المشترك، بمشاركة كل من البنك العربي الأفريقي والمصرف المتحد. يهدف التمويل إلى تغطية تكاليف التشطيبات النهائية للفندق، بعد أن فازت مجموعة الشريف القابضة السعودية بمناقصة لتطويره في عام 2020. هذا القرض يأتي أيضًا في إطار مبادرة الدولة لدعم الاستثمار الفندقي، مما يعني الاستفادة من أسعار فائدة مدعومة.

تاريخ الفندق وأهميته

يعتبر فندق شبرد من أبرز المعالم التاريخية في مصر، حيث شهد الفندق حقبًا زمنية مختلفة واستضاف شخصيات بارزة. تم بناء الفندق في الأصل في حي الأزبكية، قبل أن يقع ضحية لحريق القاهرة عام 1952. لاحقًا، قررت الحكومة المصرية إعادة بنائه في موقع جديد بمنطقة جاردن سيتي على ضفاف النيل، مما أضفى عليه موقعًا متميزًا.

بعد فترة طويلة من التشغيل، أُغلق الفندق نهائيًا في عام 2013، وذلك قبل طرح مناقصة لتطويره. وقد حصلت مجموعة الشريف القابضة السعودية على حق التطوير بعد منافسة، وبدأت العمل على تجديد الفندق بالكامل.

مجموعة الشريف القابضة والاستثمار في مصر

في عام 2021، حصلت مجموعة الشريف القابضة السعودية على قرض بقيمة 978 مليون جنيه مصري من البنك الأهلي المصري، وذلك لبدء أعمال التجديد في فندق شبرد. يعكس هذا الاستثمار اهتمامًا متزايدًا من الشركات السعودية بقطاع السياحة والفنادق في مصر. وتشير البيانات إلى أن الاستثمارات السعودية في مصر شهدت نموًا ملحوظًا في السنوات الأخيرة.

يتضمن اتفاقية التطوير بين مصر ومجموعة الشريف القابضة السعودية، مدة تعاقد تبلغ 35 عامًا. يحصل المستثمر السعودي بموجب هذا الاتفاق على نسبة 69% من صافي ربح التشغيل للفندق خلال السنوات العشر الأولى، ثم تنخفض هذه النسبة إلى 60% لبقية مدة العقد. هذا التقسيم يهدف إلى تحقيق توازن بين مصالح الطرفين.

تأثير المشروع على قطاع السياحة

من المتوقع أن يكون تطوير فندق شبرد له تأثير إيجابي على قطاع السياحة في مصر. سيساهم الفندق في زيادة عدد الغرف الفندقية المتاحة في القاهرة، خاصةً في الفئة الفاخرة. بالإضافة إلى ذلك، من المتوقع أن يجذب الفندق السياح من جميع أنحاء العالم، نظرًا لتاريخه العريق وتعاون مجموعة “ماندارين أورينتال” في إدارته.

تأتي هذه الخطوة في وقت تسعى فيه الحكومة المصرية إلى تعزيز قطاع السياحة وزيادة مساهمته في الناتج المحلي الإجمالي. وتشمل الجهود الحكومية تطوير البنية التحتية السياحية، وتنويع المنتجات السياحية، وتحسين جودة الخدمات المقدمة للسياح. كما تهدف الحكومة إلى جذب المزيد من الاستثمارات الأجنبية المباشرة إلى قطاع السياحة.

مستقبل مشروع فندق شبرد

الخطوة التالية في المشروع هي إتمام أعمال التشطيبات النهائية للفندق، وفقًا للجدول الزمني المحدد. من المقرر أن يتم افتتاح فندق شبرد في يوليو 2027، ليصبح إضافة جديدة إلى قائمة الفنادق الفاخرة في القاهرة. ومع ذلك، قد تواجه عملية التطوير بعض التأخيرات غير المتوقعة، مثل صعوبات في الحصول على المواد الخام أو تغيرات في الظروف الاقتصادية.

سيراقب المستثمرون عن كثب التقدم المحرز في المشروع، بالإضافة إلى أداء قطاع السياحة في مصر بشكل عام. كما سيكون من المهم متابعة أي تطورات جديدة في العلاقة الاقتصادية بين مصر والسعودية، حيث أن الاستثمارات السعودية تلعب دورًا حيويًا في دعم الاقتصاد المصري. الاستثمار الفندقي (secondary keyword) يعتبر مؤشرًا هامًا على مناخ الاستثمار في البلاد، بالإضافة إلى تطوير العقارات (secondary keyword) في المناطق المركزية.

شاركها.