عقد المكتب التنفيذي لمجلس وزراء الإعلام العرب دورته الحادية والعشرين في الرياض، برئاسة المملكة العربية السعودية، لمناقشة القضايا الإعلامية الرئيسية في المنطقة. وتأتي هذه الدورة في ظل تحديات متزايدة تتطلب تنسيقاً عربياً قوياً، خاصة في مجال مواجهة التطرف وتعزيز الإعلام الهادف. تركز الاجتماعات على تطوير استراتيجيات موحدة لدعم القضية الفلسطينية، والتعامل مع التهديدات الرقمية، بما في ذلك انتشار الإعلام العربي المضلل.

يهدف المجلس، الذي يضم ممثلين عن الدول الأعضاء في جامعة الدول العربية والمنظمات الإعلامية المختلفة، إلى توحيد الجهود وتعزيز التعاون بين الدول العربية في القطاع الإعلامي. وقد شهدت الدورة الحالية مشاركة واسعة من المسؤولين والخبراء المعنيين، مما يعكس الأهمية التي توليها الدول العربية لهذا الملف.

أهمية الدورة الحالية وتحديات الإعلام العربي

تكتسب هذه الدورة أهمية خاصة نظراً للتطورات الإقليمية والدولية السريعة، وتزايد الاعتماد على وسائل الإعلام الرقمية. وأكد المشاركون على ضرورة تطوير الإعلام العربي لمواكبة هذه التغيرات، وتعزيز قدرته على التأثير الإيجابي في الرأي العام. كما تم التأكيد على الدور الحيوي للإعلام في تعزيز الأمن القومي العربي ومواجهة التهديدات الخارجية.

القضية الفلسطينية في صدارة الأولويات

ظلت القضية الفلسطينية على رأس جدول أعمال الدورة الحالية، حيث أكد الوزراء على أهمية تقديم الدعم الإعلامي المستمر للقضية. وشددوا على ضرورة فضح الممارسات الإسرائيلية أمام المجتمع الدولي، وإبراز الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني. وبحسب تصريحات أدلى بها مسؤولون، سيتم تكثيف الجهود الإعلامية لتسليط الضوء على التحديات التي تواجه الفلسطينيين.

مكافحة الإرهاب والتطرف

ناقش المكتب التنفيذي بشكل معمق دور الإعلام في التصدي لظاهرة الإرهاب والتطرف. واتفق المشاركون على أهمية تحديث الاستراتيجية الإعلامية العربية لمكافحة التطرف، من خلال تقديم خطاب ديني ووطني معتدل. كما تم التأكيد على ضرورة التعاون مع المنظمات الدولية المعنية بمكافحة الإرهاب، وتبادل الخبرات والمعلومات.

الاستراتيجية الإعلامية للتنمية المستدامة

استعرض الاجتماع الخريطة الإعلامية العربية للتنمية المستدامة 2030، والتي تهدف إلى توظيف وسائل الإعلام لخدمة أهداف التنمية في المجتمعات العربية. وتشمل هذه الأهداف القضاء على الفقر، وتحسين الصحة والتعليم، وتعزيز المساواة بين الجنسين. ويرى خبراء أن الإعلام يمكن أن يلعب دوراً حاسماً في نشر الوعي بهذه الأهداف، وتشجيع المشاركة المجتمعية في تحقيقها.

التحول الرقمي وتأثيره على المحتوى الإعلامي

أولى المجلس اهتماماً خاصاً بملف الإعلام الرقمي، وذلك في ظل الانتشار الواسع لوسائل التواصل الاجتماعي. ونوقشت التحديات المرتبطة بهذا التحول، بما في ذلك انتشار الأخبار الكاذبة، والتدخل في الشؤون الداخلية للدول العربية. وتطرق النقاش إلى ضرورة وضع ضوابط ومعايير مهنية للتعامل مع شركات الإعلام الدولية ومنصات التواصل الاجتماعي، بهدف حماية المحتوى العربي وتعزيز القيم المجتمعية. كما تم التأكيد على أهمية تطوير البنية التحتية الرقمية في الدول العربية، لضمان وصول الجميع إلى المعلومات والخدمات الإعلامية.

الدور السعودي وتعزيز التعاون الإقليمي

يعكس تولي المملكة العربية السعودية لرئاسة المكتب التنفيذي التزامها بدعم وتعزيز العمل الإعلامي العربي المشترك. وتشهد المملكة تحولات كبيرة في قطاع الإعلام، ضمن رؤية 2030، التي تهدف إلى تنويع الاقتصاد وتعزيز التنمية المستدامة. ومن المتوقع أن تسهم الرئاسة السعودية في دفع مبادرات جديدة تهدف إلى تطوير الإعلام العربي، وتعزيز الاستثمار في البنية التحتية الرقمية، وتوحيد الصف العربي في المحافل الإعلامية الدولية. وتشمل هذه المبادرات تطوير برامج تدريبية للصحفيين والإعلاميين، وتبادل الخبرات والمعلومات بين الدول العربية، وتعزيز التعاون في مجال إنتاج المحتوى الإعلامي.

من المقرر أن يرفع المكتب التنفيذي توصياته إلى الدورة القادمة لمجلس وزراء الإعلام العرب، والتي ستعقد في موعد لاحق. وستناقش الدورة القادمة هذه التوصيات، واتخاذ القرارات اللازمة لتنفيذها. ويراقب المراقبون عن كثب التطورات المتعلقة بملف الإعلام العربي، ويتوقعون أن تشهد المنطقة المزيد من التحديات والفرص في هذا المجال. كما يترقبون الإعلان عن تفاصيل المبادرات الجديدة التي ستطلقها المملكة العربية السعودية خلال فترة رئاستها للمجلس.

شاركها.