أعرب البابا ليون الرابع عشر عن إدانته القوية لأعمال “العنف المناهض للسامية” في أعقاب الهجوم المسلح الذي وقع في سيدني بأستراليا، حيث أطلق أب وابنه النار على حشد كان يحتفل بعيد الأنوار (Hanukkah). يأتي هذا الإدانة في وقتٍ تشهد فيه المجتمعات اليهودية حول العالم قلقًا متزايدًا بشأن مكافحة معاداة السامية وتصاعد التوترات.

إدانة بابوية للهجوم المناهض للسامية في سيدني

صلى البابا من أجل ضحايا الهجوم و”هبة السلام والإخاء” خلال موسم الأعياد، وذلك خلال خطابه أمام مانحي زينة عيد الميلاد للفاتيكان. وأكد على ضرورة القضاء على الكراهية من القلوب، مشيرًا إلى أن هذا الهجوم الإرهابي يستدعي رد فعل عالمي موحد.

وقد بعث البابا برسالة تعزية رسمية إلى رئيس أساقفة سيدني، الأنبا أنتوني فيشر، أعرب فيها عن صلواته “مع أمل متجدد في أن يتوب أولئك الذين يميلون إلى العنف ويسعوا إلى طريق السلام والتضامن”. جاء في الرسالة، التي وقّعها وزير خارجية الفاتيكان، تأكيد على أهمية الوحدة في مواجهة التطرف.

وقع الهجوم المأساوي في نهاية الأسبوع على شاطئ بوندي في سيدني، حيث تجمع المئات للاحتفال بعيد الأنوار. أسفر الهجوم عن مقتل ما لا يقل عن 15 شخصًا وإصابة العشرات، بينما قُتل أحد المهاجمين وأصيب الآخر واعتقلته الشرطة الأسترالية. تعتبر هذه الحادثة من بين أسوأ حوادث إطلاق النار في تاريخ أستراليا.

بطولة في مواجهة الخطر

أشاد المواطنون بأحد الأشخاص، أحمد ال أحمد، باعتباره بطلاً بعد قيامه بالإمساك بأحد المهاجمين وتجريده من سلاحه. أصيب ال أحمد بجروح خلال محاولته، ولكنه يتعافى حاليًا في المستشفى. تُظهر هذه الواقعة تكاتف المجتمع الأسترالي في مواجهة العنف.

أدان رئيس الوزراء الأسترالي أنتوني ألبانيز الهجوم ووصفه بأنه “عمل إرهابي مناهض للسامية”، وتعهد بتشديد قوانين حيازة الأسلحة في البلاد، والتي تعتبر بالفعل من بين الأشد صرامة في العالم. أكد ألبانيز على أن بلاده لن تتسامح مع أي شكل من أشكال الكراهية أو العنف.

بالإضافة إلى إدانته للهجوم، وجه البابا ليون الرابع عشر رسالة قوية مناهضة للإجهاض خلال لقائه مع مانحي زينة عيد الميلاد. وأشار إلى أن أشجار التنوب دائمة الخضرة التي تبرع بها مناطق مختلفة من إيطاليا “هي رمز للحياة وتذكرنا بالأمل الذي لا ينقص حتى في برودة الشتاء”.

كما أشاد البابا بمنظر عيد الميلاد في قاعة استقبال الفاتيكان، والذي تبرعت به كوستاريكا، والذي يضم 28 ألف شريط يمثلون أجنة لم يتم إجهاضها. وأكد على أهمية حماية الحياة منذ لحظة الحمل. هذا الموقف يعكس التزام الفاتيكان بقضايا حقوق الإنسان والأخلاق البيولوجية.

وقد أعربت شخصيات بارزة مثل غال غادوت وأشتون كوتشر عن إدانتهم للهجوم الإرهابي المناهض للسامية في بوندي بيتش. تُظهر هذه الإدانات الواسعة النطاق التضامن العالمي مع المجتمع اليهودي.

من المتوقع أن تستمر التحقيقات في الهجوم لتحديد الدوافع الكاملة للمهاجمين والجهات التي قد تكون دعمتهم. كما ستشهد الأيام القادمة نقاشًا واسعًا حول قوانين حيازة الأسلحة في أستراليا والإجراءات اللازمة لمكافحة التطرف العنيف. ستراقب السلطات عن كثب أي تصاعد محتمل في التوترات بين المجتمعات المختلفة، وستعمل على تعزيز الحوار والتفاهم المتبادل.

شاركها.