أعرب البابا ليو عن قلقه العميق إزاء التهديد المحتمل بالتدخل العسكري الأمريكي في فنزويلا، وحث الرئيس دونالد ترامب على إعطاء الأولوية للحوار والضغط الدبلوماسي لحل الأزمة. يأتي هذا التحذير في الوقت الذي تشهد فيه العلاقات بين واشنطن وكاراكاس توتراً متزايداً، خاصةً على خلفية اتهامات موجهة للحكومة الفنزويلية بالتورط في تهريب المخدرات. هذا التطور يضع الضوء على الوضع الحرج في فنزويلا، ويدعو إلى إيجاد حلول سلمية لتجنب المزيد من المعاناة للشعب.

الوضع في فنزويلا والتحذيرات من التدخل العسكري

أدلى البابا ليو بهذه التصريحات للصحفيين على متن الطائرة البابوية عائدًا من لبنان يوم الثلاثاء، حسبما أفادت مصادر في الفاتيكان. واعتبر أن التدخل العسكري سيكون له عواقب وخيمة على الشعب الفنزويلي، معرباً عن أمله في إيجاد طريقة لتهدئة الوضع. ويأتي موقف البابا في ظل تصعيد الولايات المتحدة حملتها ضد الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو.

تصعيد التوترات الأمريكية الفنزويلية

في الأيام الأخيرة، كثفت الولايات المتحدة من جهودها للضغط على مادورو، بما في ذلك نشر أكبر حضور عسكري لها في منطقة الكاريبي وتنفيذ عمليات ضد سفن يُشتبه في تورطها في تهريب المخدرات. وتشير التقارير إلى أن الرئيس ترامب وجه إنذارًا لمادورو خلال مكالمة هاتفية، مطالبًا إياه بالتنحي الفوري عن السلطة.

رفض مادورو هذا الإنذار، واقترح بدلاً من ذلك “عفوًا عالميًا” لنفسه ولحلفائه. هذا الرفض يعكس تعنت موقفه وتصميمه على البقاء في السلطة.

دعوة البابا ليو إلى الحوار والتفاوض

شدد البابا ليو على أهمية البحث عن حلول دبلوماسية للأزمة الفنزويلية، معتبراً أن الحوار هو السبيل الأمثل لتجنب العنف والمعاناة. وأضاف أنه “يؤمن مرة أخرى بأنه من الأفضل السعي إلى الحوار في ظل هذا الضغط، بما في ذلك الضغط الاقتصادي، ولكن بالبحث عن طريقة أخرى لإحداث تغيير إذا قررت الولايات المتحدة ذلك”. هذا الموقف يعكس التزام الفاتيكان بالوساطة في النزاعات الدولية وتعزيز السلام والأمن.

وعبر البابا عن قلقه بشأن عدم الوضوح في الإشارات القادمة من الإدارة الأمريكية بشأن سياستها تجاه فنزويلا، مؤكداً الحاجة إلى موقف أكثر توازناً ووضوحاً. وأشار إلى أن الفاتيكان يعمل “وراء الكواليس” في مفاوضات السلام بهدف تحقيق وقف إطلاق النار بين جميع الأطراف.

يذكر أن البابا ليو، الذي تولى منصبه في مايو بعد وفاة البابا فرنسيس، أعرب سابقًا عن دعمه القوي لإدانة الأساقفة الأمريكيين لعمليات مداهمة الهجرة التي نفذتها إدارة ترامب، واصفًا إياها بأنها “غير محترمة للغاية”. ويؤكد هذا على موقفه الثابت من الدفاع عن حقوق الإنسان والكرامة الإنسانية.

هذا الوضع المتأزم في فنزويلا يثير قلق المجتمع الدولي، وتسعى العديد من الأطراف إلى إيجاد حلول سلمية للأزمة. وتتضمن تلك الحلول مفاوضات بين الحكومة والمعارضة، بالإضافة إلى تدخل وساطات دولية. الأزمة السياسية في فنزويلا معقدة وتتطلب جهودًا متواصلة من جميع الأطراف المعنية. علاوة على ذلك، فإن العلاقات الدولية تلعب دوراً حاسماً في تحديد مسار الأحداث.

من المتوقع أن تستمر الولايات المتحدة في ممارسة الضغوط على حكومة مادورو، بما في ذلك العقوبات الاقتصادية والإجراءات الدبلوماسية. في الوقت نفسه، من المرجح أن يواصل الفاتيكان جهوده للوساطة بين الأطراف المتنازعة وتشجيع الحوار. يبقى الوضع في فنزويلا غير مؤكد، ويتوقف الكثير على رد فعل مادورو على الضغوط الأمريكية وتطورات المفاوضات الدولية. المراقبون سيتابعون عن كثب أي تحركات جديدة من كلا الجانبين، فضلاً عن ردود أفعال المجموعة الدولية، في الأسابيع المقبلة.

شاركها.