تستعد الكنيسة القبطية الأرثوذكسية لاستقبال الاحتفالية العالمية لمجمع نيقية، التي تُقام في مصر الأسبوع المقبل، بمشاركة وفود من عدد من الكنائس حول العالم، احتفالًا بمرور ١٧٠٠ عام على انعقاد المجمع المسكوني الأول بمدينة نيقية سنة ٣٢٥م، والذي يُعد من أهم المجامع في تاريخ الكنيسة.
مجرد احتفال
وأكد نيافة الحبر الجليل الأنبا رافائيل، الأسقف العام لكنائس وسط القاهرة، وسكرتير المجمع المقدس السابق ، خلال اجتماعه الأسبوعي، أن احتفالية مجمع نيقية ستقام الأسبوع المقبل، موضحا أنها مجرد احتفال وليس بها أي قرارات لاهوتية أو اتفاقيات أو معاهدات، قائلًا: “هي مجرد احتفالية مثل أي احتفال آخر، أما اتحاد الطوائف لن يحدث إلا من خلال حوارات ومناقشات بين الكنائس.
وأضاف نيافته أن تجمع الطوائف المختلفة أمر طبيعي من خلال مجلس الكنائس العالمي، الذي تعد الكنيسة القبطية الأرثوذكسية عضوا عاملا فيه منذ أيام البابا يوساب الثاني، وتتمتع فيه بقوة وحضور واضح.
وأشار إلى أن انعقاد احتفالية مجمع نيقية في مصر جاء تقديرًا لدور القديس أثناسيوس الرسولي بطل المجمع، ولكي يرى العالم مجد الكنيسة القبطية الأرثوذكسية.
وشدد الأنبا رافائيل على أنه لا يوجد أي تغير في مواقف الكنيسة أو البابا، مؤكدًا أن قداسة البابا لم يصدر أي قرارات في هذا الشأن، ومطمئنا الأقباط الأرثوذكس بأن الأمور تسير كما هي.
واختتم نيافته كلامه محذرا من الانجراف وراء الشائعات أو التفسيرات الخاطئة، داعيا الجميع إلى التحلي بالعقلانية عند الحديث عن البابا والكنيسة، قائلاً: “قداسة البابا هو رمز ورئيس أكبر كنيسة في الشرق الأوسط، ويجب أن نحترم ذلك”.
إقامة علاقات محبة
وكان قداسة البابا تواضروس الثاني قد أكد في عظته الأسبوعية، مساء أمس، أن مؤتمر مجلس الكنائس العالمي ليس هدفه وحدة الكنائس، وإنما إقامة علاقات محبة بين الجميع، مشيرًا إلى أن المناقشات العقائدية مكانها الحوارات اللاهوتية المتخصصة.
وأوضح قداسته أن الكنيسة القبطية تشارك في هذا الحدث من منطلق المحبة والتواصل، مشددا على أن الثوابت الإيمانية والعقيدة الأرثوذكسية لا تقبل المساومة أو التغيير.
جدير بالذكر ، تأتي هذه الاحتفالية كفرصة تاريخية تبرز الدور الرائد للكنيسة القبطية في المجامع المسكونية، وتؤكد على رسالتها الممتدة في الحفاظ على الإيمان، وبث روح المحبة والسلام بين الكنائس في العالم.